العدد (757) - اصدار (12-2021)

مقاربة الحَجْر الصّحي واللغوي محمود الذوادي

يطرح هذا المقال فكرة لا تكاد تخطر على بال الخاصة، ناهيك بالعامة. هذه الفكرة ذات علاقة بجائحة كورونا. وكما ذكرتْ افتتاحيةُ مجلة العربي بالعدد 751 (يونيو 2021)، الأوبئة قد تكون ملهمة لبعض الأفكار والتصورات والرؤى الجديدة المتنوعة لدى أهل الفكر والأدب والفنون على الخصوص. وقد رأينا أن الملاحظات الميدانية تشير إلى وجود تشابه بين الإجراءات الصحية الشديدة ضد تفشّي فيروس جائحة كورونا (الابتعاد الاجتماعي ولبس الكمامات وغسل اليدين والعزل المنزلي)، والإجراءات اللغوية الصارمة المتمثلة في استعمال اللغة الأم أو الوطنية فقط في التدريس بالمراحل الثلاث للتعليم؛ الابتدائية والإعدادية والثانوية، ويتمثّل هذا التشابه في أن كلا منهما يؤدي بمن يلتزم بالكامل بتلك الإجراءات إلى حظ أكبر في تحاشي الإصابة بفيروس كورونا، من جهة، أو تحاشي تفشّي المزج اللغوي بين اللغة الأم، أو الوطنية، واللغة الأجنبية في الحديث والكتابة، من جهة أخرى.

العوامل الاقتصادية والثقافية و«التقدم» النسبيّ الغربي د. محمود حداد

يشير العديد من المختصين بدراسة «عوامل التخلف النسبي العربي»، إلى أن العلاقة بين التطور الاقتصادي/ المادي والتطور الثقافي علاقة تبادلية، لا يمكن توقّع حصول أحدهما دون الآخر؛ فالثقافة بنت بيئتها الاجتماعية والاقتصادية، والحضارة الحديثة تشمل كل العوامل المؤثرة في تركيبة البشر حسب ظروفهم المادية والثقافية المكانية والزمانية. وقد جذبني رثاء الباحثة التونسية نسرين بوزازي للمفكر العربي المصري حسن حنفي، حيث لخصت تجربته بالقول: «الرهان الحقيقي عند حنفي هو إحداث ثورة صناعية وأخرى زراعية، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا بعد إعادة بناء الإنسان».