العدد (758) - اصدار (1-2022)
لم تتفق هذه القصص على موضوع واحد، بل اختلفت، وهذا ما دعاني إلى الاختيار؛ حتى يتسنى للقارئ الكريم الاطلاع على نماذج عدّة من الثيمات القصصية الواردة في النصوص، وبالطبع لكلّ قصة ميزاتها الأسلوبية وتفردها في طريقة السرد، وعرض الأحداث، والتقنيات المتبعة من لدُن الكُتّاب، وآليات التفاعل مع الأفكار المبثوثة في المتن الحكائي للقصص، فرغم اجتياح وباء كورونا العالم، ظل هاجس «ليلة أخيرة» يُقلق الكاتب في الحدث الذي سافر فيه عبر الزمن؛ ليعود إلى ماضي مقاهي بغداد، ويسرد لنا ما كان يحدث فيها عبر فضاء سردي متخيل شكّل المعادل الموضوعي لأحداثهِ المستوحاة من شخصيات بغدادية تنتمي إلى زمن الخمسينيات، بينما جاءت «وثبة من على الشرفة» قصة متخيّلة من نسج عقلية متأزمة عاشتْ في انفصام بشخصيتها، وتخيلت أنها وسط الأحداث منذ الانطلاقة الأولى، وتحكم السرد في مجريات القصة مع إثارة عنصر التشويق والاختفاء؛ لمصير الشخصيات الموجودة في المتن الحكائي، وتكتمل عندنا الحكايات لتُظهر لنا أثر جائحة كورونا على العالم، حتى تأتي «الغرفة الآمنة»، لتُبين مدى الحرص من لدُن الشخصية/ باسل في المحافظة على صحته، وهو كان في الأصل شخصية تعاني مرض الوسواس الذي ينغص حياته وحياة عائلته، ومع ظهور الوباء حتى تأزم الأمر وبات لا مناص من الفرار إلى مكان آمن.