العدد (758) - اصدار (1-2022)

الفلسفة بين الواقع والتجريد د. عبدالله الجسمي

موضوع المقال لا يتعلق بطبيعة الأفكار الفلسفية سواء أكانت تدعي الواقعية بشكلها التقليدي أو تبحر في التجريد، فكل هذه الأفكار لها طابعها الميتافيزيقي. لكن الموضوع المطروح هنا هو قدرة الفيلسوف أو المشتغل في الفلسفة على توظيفها بواقع الحياة اليومية، واستخدام ما يمكن من أدواتها في نقد و تحليل قضايا الإنسان التي يواجهها يوميًا، بمعنى هناك طريقان في الفلسفة، الأول: هو الطريق التخصصي التقليدي الذي يعتمد على التجريد والأفكار الميتافيزيقية الصرفة وتمثله الغالبية الساحقة من الفلاسفة والمشتغلين بالفلسفة، والثاني: يقوم به نفر محدود منهم، حيث يسعى هؤلاء إلى ربط الفلسفة بالواقع واستخدام ما يمكن استخدامه منها لابتكار أساليب وأفكار فلسفية جديدة لتحقيق هذا الهدف، وهي محاولة منهم لتغيير الصورة التقليدية السائدة عن الفلسفة والفلاسفة والخاصة بالانعزال عن الواقع، ومحاولة تبيان أهميتها والدور الذي يمكن أن تلعبه في واقع حياة الإنسان العادي.

أدب ما بعد كورونا وجمالية العزلة اكتبوا تصِحّوا د. أنور المرتجي

مع تفشي الاعتلال الوبائي في أرجاء العالم بفيروس كورونا أواخر سنة 2019، استعاد العالم الأحداث التاريخية المتعلقة بالأوبئة والجائحات من أجل الاستفادة من دروسها وعِبَرها. قد يُستعمل هذا الوباء لتوصيف المرض الذي يتحول إلى الجائحة، فيتأذى منه عدد كبير من البشر، وقد ينتشر في منطقة جغرافية واسعة، فيتحول إلى مرض شديد العدوى وإلى وباء عالمي يطلق عليه اسم الجائحة، لقد أيقظ انتشار وباء كورونا ذكريات العالم حول تاريخ الأوبئة التي اجتاحت الحضارات والمجتمعات القديمة.

المجلات الثقافية بالعالم العربي شهادة قارئ وبعضٌ من تمنياته عبداللطيف البازي

مع بداية اكتشافنا لقارّة الثقافة وظواهرها ومنتوجاتها في السنوات الأولى من ثمانينيات القرن الماضي، كنّا أنا ومجموعة من الأصدقاء، نُعَلّم الأسابيع والأشهر بصدور مجلة من المجلات العربية أو المغربية التي كانت تصدر حينذاك، مجلات كنا نتخطّفها في الجامعة والجمعيات، ونتداولها فيما بيننا بابتهاج ورهبة، كأنها مادة قابلة للاشتعال! ومن بين هذه المجلات، أذكر العناوين التالية: مجلة «الثقافة الجديدة» التي كان يديرها الشاعر محمد بنيس، والتي علّمتنا أن للكتابة بياناتها وسجالاتها، ومجلة «الجسور» التي أخذنا منها شجاعة النقد وجرأة الموقف وحماسته، ومجلة «البديل» التي كان يصدرها وزير الثقافة المغربي الأسبق الروائي بنسالم حميش، والتي كنّا نتقاسم خلاصات موادها الغنية وتنقيبها عن أسرار التراث المكنونة، ومجلة المقدمة التي أشرف عليها بسخاء الشاعر المتوّج أكثر من مرة عبداللطيف اللعبي.