العدد (759) - اصدار (2-2022)

الكاتب... ظاهرة اجتماعية أم قيمة أدبية؟ الحسام محيي الدين

إنّ مما لنا فيه اتّفاق، أنْ يُشافِهَ الأدبُ الإبداعَ، شغفًا وشأنًا، حتى افتتان الجمهور به، وأنّ دخول العمل الأدبي على الناس إنما هو لتعالقه ذهنًا وأحاسيس مع مناحي الحياة التي ألِفوها، وتُعدُّ مع الوقت عنصرًا ذاكراتيًا حميمًا بالنسبة لهم، المُبكِرُ فيه من العُمر والمُتأخّرُ سواء، كصديق الطفولة، ثم زميل الدراسة على مقعد واحد، ولاحقًا رفيق العمل أو الوظيفة لسنوات طويلة. تستغرق تلك العلاقة مواقف مطردة في كل تلك المراحل من السنين تفسرها ظواهر مادية اجتماعية تحتّمُ على كاتب الأدب تفاعلًا بدَهيًّا معها بين السلب والإيجاب: الفقر والغنى، الصحة والمرض، السعادة والمعاناة، الخير والشر وغيرها مما لا يمكن رده من أحوال القضاء والقدر ووجد له سبيلًا إلى دورة التجارب الأدبية.

أمواجٌ ضالّة أحمد فضل شبلول

عقلي يزدادُ غموضًا تعقيدًا أسئلةٌ قلقة أحلامٌ نزِقة تحفرُ في العقلِ الباطن لا فلسفةَ ... ولا رمزَ ...

«سماوات لا تنبت أشجارًا» لحسن علي البطران في سبيل تأصيل نوع قصصي معاصر عبدالمجيد زراقط

تكثر في هذه الأيام كتابة الأنواع الأدبية القصيرة جدًا، ومنها القصة القصيرة جدًا (ق. ق. ج). ويمكن القول في هذا الشأن: إن التجربة الحياتية المعاصرة أفضت إلى إتاحة فرص الكتابة لجميع الكتَّاب على اختلاف مستوياتهم، ما يعني أن النافذة التي فُتحت لتجديد الهواء في القاعة تحتاج إلى شبكة من السلك لتنقّي هذا الهواء من الشوائب التي قد تختلط به، وهذه الشبكة هي في ما يتعلق بالكتابة الأدبية النقد الأدبي الذي يميِّز النصوص، ويتبيَّن خصائصها.

«الجسر»... رؤيةُ سحر خليفة إلى العالم المرجعيّ آفاق بين القلق الوجوديّ وتجلّيات الوعي سميّة محمد طليس

إنَّ الشّروعَ في تبيّنِ ما أمسكَتْ به رؤيةُ الكاتبة الفلسطينيّة سحر خليفة في روايتها «الجسر»، الصّادرة في العام 2021، والكشفِ عن استثنائيّةِ الثّقافةِ وفرادةِ عُمقِها غيرِ الحياديِّ، يتوكّأ بدايةً على العنوان بما يُضمر، والّذي حرّره تثويرُ الرّؤيةِ منَ القيودِ التّركيبيّةِ، واستبقاه بصيغةِ الإفرادِ بوصفه لغةً تساندُ في الكشفِ عنِ الجدلِ القائم ما بين الرّؤية، بما تمتلك من ثقافة هي سلطتها العليا، والعالم المرجعيّ (مادّة الأدب)، الجدلِ المسهمِ في تأطيرِ طبيعةِ المسارِ الّذي لا بدَّ من انقيادِ الأنا الفلسطينيّةِ عبرَهُ نحوَ الأفقِ الإيابِ الوطنِ، الفرصةِ الّتي تنفي معها دمارَهَا، بعدَ انسلاخِهَا عنِ القلقِ الوجوديِّ والهمِّ السّياسيِّ الاجتماعيِّ الوطنيِّ، واستغراقِهَا في ترتيبِ كُلّيّتِهَا، وصوغِ ملامحِهَا بعدَ إعادةِ الخلقِ منْ منظورٍ مغايرٍ يستشفُّ المصيرَ المتخطّي الاغترابَ الدّاخليَّ والخارجيَّ، الاغترابَ الّذي كرّسَهُ اصطناعُ المجتمع ِالصّهيونيِّ الدّخيلِ. وقدْ حسمَ التّعريفُ في كلمةِ «الجسر» الوجهةَ والغايةَ بمعزلٍ عن تشعّبِ السّبلِ والتّشتّتِ والحيرةِ والضّياعِ المُربكِ حركةَ الفلسطينيّ الّتي يمسي معها الحضورُ والغيابُ متلازمَين.

الغزل في شعر الأخطل الصغير د. سامي أبو شاهين

لا تحلو الحياة بغير الحب، ولا يحلو الحب بغير الغزل، ومنذ عرف الإنسان الحياة اكتشف فن الغزل؛ «لأن التشبيب قريب من النفوس، لائط في القلوب لما(قد) جعل الله في تركيب العباد من محبة الغزل وإلف النساء، فليس يكاد أحد يخلو من أن يكون متعلّقًا منه بسبب وضاربًا منه بسهم». وعندما يذكر الغزل يذكر الباعث إلى وجوده، ألا وهو المرأة بفتنتها وسحرها، وكل ما تبعثه في القلوب من شوق وحنين وحزن وأنين، وإقبال وودّ وهجر وصدّ... لذلك اهتم الشعراء بهذا الفن اهتمامًا بالغًا وفتحوا له رتاج قلوبهم منذ العصر الجاهلي حتى يومنا هذا.

تشكّلات السرد السعودي المعاصر... حسين السنونة نموذجًا المشاكَسَة والنزوع إلى التمرد في المجموعتين القصصيتين «أقنعة من لحم» و«ثرثرة خلف المحراب» شريف الشافعي

في مجموعتيه القصصيتين الأخيرتين «أقنعة من لحم» (دار سطور عربية، 2021)، و«ثرثرة خلف المحراب» (مؤسسة الانتشار العربي، 2020)، يجسّد القاصّ حسين السنونة تفجّرات السرد السعودي المعاصر؛ في انزياحاته الجمالية المُغايرة من جهة، وفي مغامراته وقفزاته الجريئة على الصعيد الاجتماعي، من جهة أخرى، ما يؤكد نزوعًا لدى أحدث أجيال الكتابة القصصية في المملكة إلى الانفلات والتمرد، ويعكس حرصهم على المشاكسة، بمعناها الإيجابي المنطوي على الاقتحام والتحرر، والرغبة في مراجعة الثابت المستقر، وتمحيص الموروث، وإعادة قراءة الواقع بمفاهيم عصرية، أملًا في إحداث حراك مثمر يضيء اللحظة الراهنة ويدفع القاطرة إلى الأمام.

بطاقة دخول «طبربور» بشرى أبو شرار

بطاقتي في يدي وقد دق عليها ختم خروج من مدن المنافي البعيدة، عجلات الطائرة تلامس رصيف المطار، سقطت دمعة، هي عناق الملح وتراب الأرض، تلفحني نسمات شآم شآم، أدق بقدمي على أرض هي لي، هي لي، من بين جبال سبع، تهفو الروح إلى جبل «عمان»، أقف بباب مقهى «رم» المقابل لدائرة الجوازات وذاكرة طازجة بهية لا تبارح مواقيتها، كما الأمس القريب، وأنا أمسك بيد أبي، أقف إلى جواره أمام الحاجز الزجاجي، يصلني صوته، يخاطب الرجل خلف الحاجز:

أدب الأطفال في نظرية الأدب الإسلامي د .إبراهيم نويري

يجدر بنا في البدء التذكير بمفهوم مصطلح الأدب الإسلامي، لاسيما أن لفيفًا عريضًا من القراء والمعنيين بالثقافة والمطالعة والفكر والأدب قد ينصرف فكرهم باتجاه دلالات ومعاني هذا المصطلح، تلك التي يجدونها في كتب تاريخ الأدب العربي المشهورة والمتداولة، مثل كتاب الدكتور شوقي ضيف (ت2005م)، وكتاب الدكتور عمر فروخ (ت1987م)، وهما من أشهر وأثرى وأهم المصنفات الموسوعية التي أُلفت عن تاريخ الأدب العربي. وفي تقديري الخاص أنّ هذين المصنفيْن أغنى وأثرى مما ألفه حنا فاخوري (ت2011 م) وأحمد حسن الزيات (ت1968م) والمستشرق الألماني كارل بروكلمان (ت 1956 م).