العدد (761) - اصدار (4-2022)

بوح الرجاء غازي إسماعيل المهر

في قرار الجُبِّ إنّي قابعٌ في ليلِ ظنّي قد رَمتني فيهِ نفسٌ في هواها شاغلتني فَمَتى ألقى عيونا في جُفونٍ من تمنِّي؟

المرأة في الشعر الجاهلي عمر شبلي

المرأة شجرة الحياة، ونحن ثمارها، وكلما نضجت ثمارها أعادت تكوين ثمرها الجديد المتعاقب بجدّته وقِدَمه منذ حواء وخروجها وآدم من الملكوت الأزلي للبداية بصنع أزل يتجدد بتجدد الليل والنهار. لهذا كانت مدخل الإنسان إلى كينونته المجبولة من حمَأٍ مسنون، وبهذا كان وجودها دليلًا على وجود كل القيم الروحية التي صُنع منها ابنها الذي أضمرته وكوَّنته بعد مغادرة الباب الذي أغلقه رضوان خلفها وخلف آدمها ليصنعا وجودنا الإنساني خارج الجنة التي كانا يخصفان عليهما فيها من ورق الجنة تستُّرًا ممّا اقترفا.

«أرتجلُ الحياة» لأحمد عبده الحريشي نموذجاً نصوصٌ تحتفي بالوجود والكينونة والإيقاع رشيد الخديري

أستعير هذه العبارة: «الرسم بالكلمات»، وهي عنوان لديوان شعريّ للشاعر نزار قباني، قلت أستعيره، للتأكيد على قدرة القصيدة على تشكيل لوحةٍ تفيض بالمعاني والإشراقات، والرسم بالكلمات أو رسم الكلمات، فهو كما يقول الناقد فهد الكعام «يدخل في بنية القصيدة عند مالارميه... الفضاء الذي يعزل المقاطع في بياض الورق، هو صمت ذو معنى ليس أقل جمالًا من نظم الأشعار»، فالبنية من هذا المنظور لا تستقيم ولا تكتمل إلا باندغامها مع دلالة النص .

تأمل نقدي لمثاليات السرد الأردني المعاصر فرج مجاهد عبدالوهاب

لا شك أن مبدعي كل قطر عربي شقيق إنما يشكلون مع إبداعاتهم وحدة الفن العربي الذين وإن لم تجمعهم السياسة على قلب واحد فقد جمعهم الإبداع الإنساني على قلم واحد تداخل مع حياتهم، وعبّر آمالهم المشتركة، وأحلامهم المتعانقة وأمانيهم المتفاعلة مع ناس المشرق العربي ومغربه. كما ضمت الساحة الإبداعية الأردنية لفيفًا من مبدعي السرد العربي المعاصر متمثلًا هويته الإبداعية والإنسانية.

التراث العربي متعاليًا نصيًا قراءة في شِعريّة القصيدة المعاصرة د. محمد محمد عيسى

يعتبر الشاعر العربي المعاصر أكثر ثقافة ممن قبله، أو هكذا ينبغي أن يكون؛ ذلك أنه اطلع - أو هكذا المفترض - على كثير من ثقافات متقدمة متباينة، وألمّ بأخبار وشؤون من سبقوه، وتاريخهم، هذا بالإضافة إلى اهتمامه الواسع أو العريض بالشأن القائم على المستويين: المحلي والعالمي، وإذا أضفنا إلى كل ذلك ثورة تكنولوجيا الاتصالات، التي أسهمت وتسهم في الكشف عن كل ما هو مخبوء وبعيد، إلى غير ذلك من اتجاهات الحداثة، التي اقترنت بالشعر العربي مع نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، وما زالت إلى اليوم تخلع حديثًا لتلبس أحدث، وذهب في ركابها الشاعر العربي، وهو في ظل ذلك قد اجتمعت له ثنائية القديم والحديث؛ مما يبرهن على عظمة واتساع ذاكرته، وحضورها ضمن فضاءات قصيدته.

حسن التخلّص وبراعة الشّعراء د. فاطمة مهدي البزّال

يُعدّ موضوع «حُسن التخلّص» من المواضيع المهمّة، وهو مصطلح قديم لاقى عناية من قبل النّقاد لما له من علاقة بنقد الشعر. ويتلخّص مفهومه بقدرة الشّاعر على الانتقال من غرض شعري إلى غرض آخر في القصيدة الواحدة مع المحافظة على وحدتها العضوية وبنائها المتماسك. و«حسن التخلص» يُعدّ الباب الذي يمكن الولوج منه لضمان الرّبط بين مقدمة القصيدة وغرضها الأساس وصولًا إلى الخاتمة التي تطرق الأسماع في النهاية. لقد اعتاد الشعراء منذ العصر الجاهلي على التنويع بين أغراض القصيدة، من الوقوف على الأطلال إلى التشبيب وصولًا إلى الغرض الرئيسي سواء كان مدحًا أو فخرًا أو هجاء. وهنا كان المتلقي يجد نفسه أمام متاهات تبعده عن الغرض الأساسي للقصيدة، لذلك وفي هذا الموضع بالذات كانت تبرز براعة الشعراء ويبرز تمكّنهم من أدواتهم الشّعرية معتمدين على الرّبط بين أجزاء القصيدة بانسيابية عالية مكونين وحدة عضوية متماسكة تربط بين أجزائها بخيط شفيف ويحيلها كلاً متكاملًا، حيث تبرز براعة الشاعر الذي يصوغ أفكاره ويصبّها في بوتقة تعكس أسلوبه وثقافته وشخصيته وبصمته الفريدة.

سَيّد الغِزلان الحبيب الدائم ربي

اسْمُه حَيدْة واسمُ أبيه الطاروس، إنه حَيدْة ولد الطاروس، هكذا يعُرف، لكنه لا ينادَى إلا بـ«سيدي حيدة» دون إشارة إلى اسم أبيه الذي ربما قد يشي بمذمة... ويا ويْحَ من ناداه بولد الطاروس. تلك جسارة غير محمودة العواقب. فإذا كان اسمه الشخصي يوحي بالألفة حتى لو غاب معناه، والمؤكد أنه تصغير لأحمد أو ما شابه، فإن في لفظ الطاروس قدرًا من الاستفزاز، في العامية والفصحى معًا، إنه المختال في مشيه المتأنق في الكِساء، وربما المتعجرف.