العدد (763) - اصدار (6-2022)

لماذا اخترت هذه القصص؟ د. سعيد بن محمد السيابي

بين خمس عشرة قصة انحزت إلى ثلاث منها، لما احتوت من مواضيع معاصرة ومضامين عميقة ورسائل إنسانية، فوجدتني أميل إلى حكايات سردها ثلاثة شباب يمثلون ثلاث صفائح إبداعية لمدارس عربية تشتغل بالإنتاج الضخم والأفكار والكتابات المتقدة لعمالقة كُتاب القصة ونقّادها في مصر والمغرب والعراق، ووجدت في عتبات قصصهم ما يشدني كقارئ قبل أن أكون فاحصًا وناقدًا لمحتواها، وقد استبعدت ما مجموعه ثلاث عشرة قصة أخرى احتوت على ارتباك واضح في الأصوات وتداخل المفردات: الـ «أنا»  بـ «أنت»، و«هو» بـ «هي»، و«نحن» بـ «هم»، لدرجة أن قصة لا تتجاوز المئة كلمة بها ثلاثة أصوات مختلفة تقول محتواها، بالإضافة إلى كاتب القصة، إذ يعلق كأنه في درس للبلاغة والمصطلحات ويشحن كلماته بما لا تستطيع الشخصية المنتخبة أن تقوله، وهذا ما وجب التنبيه إليه في مثل هذا النوع السردي الذي يستوجب التكثيف والاختزال، وأن يكون الثوب المختار يمثل مَن يرتديه من دون تطاول أو إسراف.