العدد (763) - اصدار (6-2022)

«بهلاء» العمانية شواهد الطين تروي سيرة الإنسان والأسطورة محمد بن سيف الرحبي

بهلاء، أو بهلى، أو بهلا ...تعدد نطقها على ألسن عارفيها، مرّة بفتح الباء وأخرى بضمّها، كما هو الحال مع حرفها الأخير، لكن شيئًا ما يجول في الذاكرة فور أن ينطق الاسم، فهذه المدينة المتدثرة بجبال محافظة الداخلية في سلطنة عمان، وأشهرها الجبل الأخضر وجبل شمس، تدسّ في مفكرتها القديمة الكثير من الأساطير الشعبية، مخضّبة بروايات الماء والطين، كأنها خلق الإنسان الأول، يتحدّثون عن سحرها المعتّق في مواعين الأمس، لكن لم يرَ أحد شيئًا، إنما الجميع سمع، وجرت مقادير الزمن لتبقى المرويّات نقشًا على حيطان المكان وكهوفه، يبدو غير مرئي، لكنه محسوس ومتداول، لا يعرف شكله أحد، لكنه خاضع لمقاييس الحكايات وهي تخرج من أبواب بهلاء العتيقة، المسيّجة بمداد العلماء، وتكبيرات الآذان، ونداءات الطين وهي تبني به أسوارًا وقلاعًا... أو يتشكّل على أيدي صانعي الفخّار مشغولات تكاد تنطق بما أوتيت من حسن صنعة.