العدد (499) - اصدار (6-2000)
كانا يسيران قرب شاطئ البحر, عند الغروب وقبل أن تلامس الشمس وجه البحر, وقد تبدلت ألوان الطبيعة, وصارت وردية, ساد الصمت بينهما. وعندما غابت الشمس وابتلعها البحر, دار حديث بين الصديقين: ـ قبل مجيئي إليك, كنت استمع إلى موسيقى شوبان, يا صديقي كم هي أساسية الموسيقى في حياة الإنسان, المؤسف أننا لا نسمع إلا أغاني وموسيقى سخيفة
ما الذي يجعل فنانا، مثل حسن سليمان، يقيم في عزلته ليرسم البحر منذ العام 1972 وحتى العام 1999؟ سبعة عشر عاماً يتأمل فيها وميض البرق, وانفتاح البحر على النهاية, والوجوه الطالعة من الماء, واختلاط لون الأرجوان مع الزرقة العابثة, الغامضة, والاصغاء المضني لصوت الماء يرتطم ربما بشاطئ من الرمل, أو بالصخور الجاثمة هناك مثل الأبد, أو بمقدمات القوارب الصغيرة المهتزة في وجل, وربما اختراق قوس قزح بألوان الطيف بعد هطول المطر