العدد (496) - اصدار (3-2000)
حديث الشهر تجربة العواصم الثقافية العربية في سنتها الخامسة. وهي تجربة يجب أن نعطيها قدرها من خلال المناقشة لندرك مدى جدواها وفاعليتها في دفع التعاون الثقافي العربي المشترك لعلنا نصل من خلال هذه التجربة إلى بداية صحيحة للتنمية الثقافية.
لقد أجج العدوان الثلاثي على مصر في خريف 1956 الشعور بالحاجة إلى القوم, أو بعبارة أخرى قد أيقظ التضامن بين أبناء الأمة العربية, وهذا الشعور نطلق عليه القومية العربية, فما حدث في الكويت - وكانت تحت الحماية البريطانية في ذلك التاريخ - من تظاهرات ومهرجانات خطابية وجمع للتبرعات السخية لجيش مصر حدث مثله في شتى أقاليم الوطن الكبير, فاهتزت لهذا التضامن الصلب أعمدة الاستعمار الغربي, وأدرك الناس في كل مكان أن رحيل هذا الاستعمار قد أزف لا محالة, فالصوت الشجاع الذي كان ينطلق من القاهرة مندّداً بحلف بغداد, والاستعمار الغربي لم يلذ بالصمت بعد الهجوم الثلاثي الشرس على مدن قناة السويس وفي مقدمتها مدينة بورسعيد الباسلة الخالدة, وإنما ازداد ذلك الصوت الشجاع القادم من القاهرة قوّة وعنفاً, والقائد الذي وقف في وجه العدوان الثلاثي بعزيمة الأبطال التاريخيين أصبح بعد ذلك العدوان بطلاً قومياً للأمة العربية جمعاء.
ثمة علاقة جدلية بين الإنسان والتاريخ, فالإنسان هو صانع التاريخ من ناحية, كما أن التاريخ يصنع الإنسان على نحو ما. هذه العلاقة الجدلية بين الإنسان والتاريخ هي التي جعلت تاريخ المعرفة التاريخية موازياً لتاريخ الإنسانية نفسه, إذ إن كل تطوّر جرى على الإنسان طوال وجوده في هذا الكون كان مصحوباً بتطوّر مماثل في المعرفة التاريخية, ولأن الرغبة الطبيعية في الإنسان لمعرفة أصول الأشياء والظواهر والعلاقات التي تحكم حياته الاجتماعية قد دفعته إلى البحث في الماضي, فإن (قراءته) لهذا الماضي اختلفت من عصر إلى آخر بسبب تطوّر أدوات الإنسان المعرفية.
الكتاب الإلكتروني هل أصبح يشكّل تهديداً للكلمة المطبوعة؟, وهل يمكن أن يقضي عليها؟ الثورة التي أحدثها جوتنبرج في مجال الكلمة المطبوعة باختراعه للحروف المعدنية المنفصلة كانت النواة والركيزة الأساسية لتطور عملية الطباعة وتقدمها فيما بعد حتى وقتنا هذا, والآن ونحن على مشارف الألفية الثالثة, تفاجئنا التكنولوجيا بمنتج جديد وإن بدا في أولى مراحله, إلا أنه يمثل تحديّاً قوياً للكلمة المطبوعة ألا وهـو الكتـاب الإلكتروني - هذا المنتج صغير الحجـم سيغـير بلا أدنى شـك وجه القراءة, وإن تباينت حوله الآراء في الوقت الحالي.
عومل النفط في ظل جات 1947 على أنه حالة خاصة, وذلك على الرغم من عدم وجود نص صريح بذلك, وكان أهم الشركاء التجاريين الذين أبرموا إتفاقية جات 1947 من الدول الصناعية الغربية الذين رأوا من صالحهم عدم إثارة موضوع النفط بصراحة في إطار جات, وذلك حتى يمكنهم الاحتفاظ بحريتهم وحرية شركاتهم النفطية العالمية في السيطرة على هذا المصدر الطبيعي الحيوي, كمية وسعراً.