العدد (493) - اصدار (12-1999)

صعود وهبوط الكينيزية العربية رمزي زكي

في مطلع هذا القرن كانت معظم البلاد العربية مستعمرات أو شبه مستعمرات أو بلاداً تابعة، بعد أن تم تقسيم المنطقة بين الدول الاستعمارية "بريطانيا وفرنسا" في أعقاب الحرب العالمية الأولى وما تلاها من تغيير في موازين القوى النسبية الفاعلة في العالم. وفي مطلع هذا القرن، اتسمت الاقتصادات العربية بالخصائص النمطية للاقتصاد المتخلف والتابع، حيث تمكنت الدول الاستعمارية من تغيير هذه الاقتصادات وتكييفها لخدمة مصالحها، فتحوّلت الهياكل الإنتاجية العربية إلى إنتاج المواد الخام الأولية

ألحان من أيام زمان فكتور سحاب

إذا أراد المؤرخ أن يعود إلى جذور النهضة الموسيقية العربية الحديثة التي برز من أقطابها محمد عثمان وعبده الحامولي وسيد درويش ومحمد القصبجي وزكريا أحمد ومحمد عبدالوهاب ورياض السنباطي، لما استطاع بسهولة أن يرجع إلى ما قبل محمد عبدالرحيم الشهير بالمسلوب. كان المسلوب شيخ طريقة صوفية في مصر، يقيم الأعياد الإسلامية الدينية، وينشد المدائح والتواشيح، وقد صار، عندما اشتهر فنّه، رئيساً لصنعة الغناء، فكان يختبر المغنين ويلبسهم الزنّار، إعراباً عن قبولهم

التعليم العربي: في مهب أعاصير السياسة سعيد إسماعيل علي

قبل أن أبدأ مقالي لابد أن أسجل الملاحظات التالية: الملاحظة الأولى: أن الكتابة عن التعليم "العربي" كله، وفي مدى "قرن" كامل ومذهل هو القرن العشرون، وفي هذا "الحيز" الضيق غاية الضيق عمل غاية في الصعوبة، بل والاستحالة. وكان لا مفر من التغلب على هذا بوسيلتين، أولاهما، الاعتماد فقط على بعض الأمثلة ذات الدلالة الكبيرة، والتي تشكل منعطفات مهمة على طريق التاريخ التعليمي

ظواهر أدبية لمعت ثم اختفت محمود قاسم

هناك العديد من الظواهر الأدبية التي تنامت بشكل لفت إليها الأنظار في سنوات معينة من القرن العشرين، ثم بدأت في التلاشي تماما، وراح أصحابها يدخلون إلى دائرة الظل بعد ان كانوا ملء السمع والبصر. الغريب أن الظواهر التي سنتوقف عندها هنا، ارتبط ظهورها، واختفاؤها، على المستوى العالمي، بالصراعات السياسية العظمى، خاصة بين الشرق والغرب، مما يقلل من قيمة الأدب، ويكشف حقيقة مهمة بالغة المرارة

المسرح العربي: هل تعرف هويته؟ حسن عطية

مما لاشك فيه أن المسرح ظاهرة اجتماعية، وليدة احتياج جمعي يتطلب حدوث هذه الظاهرة ويطورها في الاتجاه الذي يريده، فلا أحد يستطيع أن يفرض المسرح على مجتمع ليس بحاجة إليه، ولا تتفق رؤيته للحياة مع رؤية هذا الفن الجمعي الإبداع والتلقي، فهكذا كان الحال مع الفراعين، حينما أرادوا من المسرح أن يتوقف عند حدود الطقس الديني الذي يحتفل فيه بالإله المحتفـى به، ويكتفى فيه بتقديم القرابين وطرح الموعظة الحسنة، بنفس المفهوم الكنسي الذي حصر المسرح في العصـر الأوربي الوسيط داخل الوعظ الأخلاقي

الشعر العربي وتحولاته صلاح فضل

كان أستاذنا المرحوم الدكتور أحمد بدوي يناقش طالباً عجوزاً قدم رسالة دكتوراه في دار العلوم عن "الخطابة في الأدب العربي" فابتدره الأستاذ بجدية صارمة قائلاً: ـ هوّن على نفسك يابني، لماذا تبدأ من آدم عليه السلام؟ ابدأ من نوح! وانفجرت القاعة بالضحك، وقال بعضنا إن الأستاذ معه حق، فلا بد أن الطوفان قد أغرق ما قبله

السينما العربية.. والبحث عن شكل مغاير محمد كامل القليوبي

على حد علمنا لم يحدث في بلد عربي واحد أن خرج المتفرجون عدواً من دار السينما عندما شاهدوا قطاراً يتحرك تجاههم على الشاشة، ولم ينتبهم الفزع مثلما حدث في هوليود عندما عرض المخرج الامريكي دافيد وورك جريفيث لقطة كبيرة "CLose up" لرأس ضخم يبتسم حسبه المتفرجون الذين لم يعتادوا رؤية لقطة كبيرة على الشاشة رأساً مقطوعاً. لقد بدت السينما أو معجزة القرن العشرين كما أطلق عليها وقتها والتي بدت أول عروضها يوم السبت 28 ديسمبر عام 1895 شيئاً عادياً ومألوفاً

المرأة وصورتها الجاهزة نهى بيومي

كانت أمي لا تخرج من البيت إلا نادراً، مساء برفقة أبي يذهبان لزيارات عائلية، كنت أرى أمي تسير خلفه مرتدية غطاء على رأسها، لم يكن اسمه حجاباً شرعياً، كما هو حال اليوم. كان جدي لأمي محافظاً جداً، فأخرجها من المدرسة وهي في سنتها الثانية من المرحلة الابتدائية خوفاً عليها من العيون، إذ كان عيباً رؤيتها في الشارع

رعب استنساخ البشر محمد عبدالحميد شاهين

في هذا المؤتمر، دافع العالم ويلموت عن نعجته المستنسخة "دولي" وعارض استنساخ البشر، لكن عالماً آخر اسمه ريتشارد سيد اعلن عن انشاء عيادة للاستنساخ البشري..‍‍! لاشك في أن القرن الذي نصل إلى خاتمته خلال أيام معدودة، هو قرن الاختراقات العلمية الكبرى، ومن ثم قرن الإنجازات التقنية المذهلة التي شُيّدت على قاعدة من كشوفات العلوم، فالكشف عمّا دون الذرة كان قاعدة لانطلاق صناعة الإلكترونيات والتفجّرات النووية، وتدفق الليزر

فشل الاندماج النووي عزت عامر

الحصول على طاقة لا تنضب، تحاكي تلك التي تتوالد داخل الشمس، من الأحلام الكبرى التي رادوت الفيزيائيين في هذا القرن وادّعى البعض تحقيقها، لكن الادّعاء لم يكن صادقاً.. حتى الآن. يمثل الاندماج النووي، الذي يصنع بريق الشمس، مصدراً مثالياً لطاقة أقل تلويثاً للبيئة مقارنة بمصادر الطاقة الأخرى، ويستهلك مادة أولية لا تنفد، وتم تكريس ميزانيات ضخمة للحصول على هذه الطاقة الواعدة، لكن مفاعلات الاندماج لن ترى النور قبل 15 عاماً

مخاطر الطعام المهندس وراثياً أمين شمس الدين

الهندسة الوراثية تحول مصادر طعامنا الزراعية والحيوانية إلى غزارة اكثر وإنتاج افضل، لكن هذا يضعنا على حافة كثير من المخاطر. إن الأغذية المنتجة عن طريق نقل الجينات قد تضلل وتخدع المستهلك بشكلها الخارجي الزائف، والذي يوحي بأنها طازجة تماماً، فثمار البندورة التي تبدو حمراء مشرقة وبمنظر مغر، قد تكون بعمر أكبر بأسابيع عدّة مما هي عليه، وذات قيمة غذائية ضئيلة