العدد (492) - اصدار (11-1999)

فؤاد زكريا وغازي القصيبي.. تقديراً للشجاعة والاستنارة سليمان العسكري

ليست الجائزة بقيمتها المادية، ولكنها مناسبة مهمة نتذكر فيها الرجال وما حققوه من إنجاز، وجائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي هي لمسة وفاء في زمن عزّ فيه الوفاء، فهي ليست تقديراً رسمياً بقدر ما هي ترجمة عن الإحساس الشعبي الكويتي للذين ساهموا مساهمة علمية وفكرية في قضايا المعرفة، وقدموا خدمات جليلة لدولة الكويت كما تقول حيثياتها، ولعل مما يضاعف من قيمة الجائزة أنها تعطى في ذروتها الأولى لعملين جليلين من أعلام الإبداع والفكر العربي هما : الدكتور فؤاد زكريا والدكتور غازي القصيبي

كيف حصلت على جائزتي الأولى؟ فؤاد زكريا

لما كان الشيء بالشيء يذكر، ولما كانت مجلة "العربي" قد تفضّلت بتخصيص عدد من صفحاتها لشخصي المتواضع بمناسبة التكريم الذي سوف تسبغه علي مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، بعد تشريفها لي بجائزتها التقديرية التي تُمنح للمرة الأولى في هذا العام. لذلك عادت بي ذاكرتي إلى مجموعة الجوائز التي حصلت عليها طوال حياتي العلمية (وهي كثيرة والحمد الله!) ولكنني رأيت أن أول جائزة حصلت عليها كان لها وقع خاص في نفسي وفي عقلي

فؤاد زكريا: صوت العقل والضمير عبدالله العمر

إذا كانت الفروق الفردية أمرا ثابتا في طبيعة البشر فإنها اشد ثبوتاً وأكثر وضوحاً بين العلماء والمفكرين. فلا العلماء المبتكرون على شاكلة واحدة مهما اتفقوا على منهج صارم يحدد لهم مسار الطريق في عملهم العلمي، ولا المفكرون المبدعون متشابهون في الكشف عن أفكارهم وتصوراتهم. دونك المفكرين الموهوبين مثلا تجد أن بعضهم يتميز بإلقاء المحاضرات المشوقة، ويتفرد آخرون بكثرة التأليف الأكاديمي الصرف، وتتميز جماعة أخرى منهم بقدرتها على تحليل الأحداث واستشراق آفاق المستقبل

فؤاد زكريا والعقلانية النقدية محمود رجب

خيط واحد يمكن أن ينتظم مؤلفات مفكّرنا فؤاد زكريا يمكن أن نسميه بـ"العقلانية النقدية". فؤاد زكريا ليس من هواة إقامة المذاهب العقلية المجرّدة ، ولا إصدار المشاريع الصبيانية المجوّفة، وإنما تعني في الأساس شيئاً من قبيل النظرة الفلسفية ، أو إن شئت قلت منهجاً في حالة من التطبيق الدائم والممارسة المستمرة

أفكار حول العلم والحضارة والإنسان عصام عبدالله

سوف تستدرجنا السنوات القليلة القادمة لقراءة فؤاد زكريا ومراجعة أفكاره من جديد في مقالة " نظرتنا للغرب ذلك المتآمر الأزلي" ، أظهر فؤاد زكريا هدفه الذي كان يسعى إليه من الكتابة في مختلف القضايا حين قال : " فقضية التنبيه إلى أخطائنا العقلية كانت هي الشغل الشاغل، والهم العظيم لكاتب هذه السطور في العقدين الأخيرين على الأقل " ( مجلة العربي- (415)- 1993 ) .

غازي القصيبي: المغامرة .. اللعبة .. الكتابة عبدالله الغذامي

شاعر تحول إلى روائي تحول من مغامرة إلى أخرى لا تقل عمقا. تعودنا على الحديث عن الكتابة والتقليد ، وفي مقابل ذلك ، هناك تقاليد القراءة ، بمعنى أن القارئ يتدرب مع نمو واتساع قراءاته على نمط ذهني تحدده وتقرره تلك القراءات التي يجري اعتمادها في الثقافة على أنها نماذج رسمية لأنواع يحددها الحكم النقدي العام ، وكل قراء الرواية- مثلا-يتخذون نجيب محفوظ أو الطيب صالح أو أمين معلوف وسواهم من الأسماء المترسخة ، يتخذونهم نماذج يقيسون عليها كل ما يقرأونه من أعمال تتسمى بالروائية من ذوي الأسماء الجديدة على الميدان

" شقة الحرية " حوارية النصوص والأشكال الخطابية معجب الزهراني

"شقة الحرية" هي تجربة الدكتور غازي القصيبي الروائية الأولى والمقال يكشف عن جانب من تقنياتها الإبداعية ليناقش حوارية النصوص والأشكال الخطابية فيها في قراءة سابقة لـ" شقة الحرية" ، أشرت إلى أن من بين السمات المائزة لهذا العمل والمحددة لهويته العميقة هي كثرة وتعدد النصوص التي يتكون وينبني منها، متنا وهوامش، رغم أن كلا منها يحيل إلى جنس أو شكل خطابي خاص، فالحكاية الهيكل أو "الإطار" لها كل سمات قصة الرحلة التعليمية الموثقة زمنياً ومكانياً ( تاريخياً وجغرافياً ) ومعها أو في سياقها يحضر الشعر والقصة القصيرة والرسالة والحوار الجدلي أو الدرامي