الأزمة الممتدة بين النظام العراقي والعالم هي معمل كامل للتحليل السياسي والتاريخي، مزود بأمثلة لا حصر لها لأشد الأحداث مأساوية، ولأكثر الوقائع مدعاة للحزن. في هذا المعمل، لا تكف الأسئلة عن الانبثاق، حيث يمكن للعلماء تقديم إجابات جزئية ونسبية، قد تساعدنا- في أفضل الأحوال- على تمثل تقريب بعض مما حدث لعقولنا، دون أن تقدم أبداً إجابات شافية،ودون أن نتمكن من فهمها تماماً، وقد ترجع تلك الصفة لا إلى غرابة تلك الأحداث وخراقة تلك الأفعال التي قادت وعقدت الأزمة، فحسب، بل وأيضا إلى استمرار تعذر الكشف عن بعض أسرار النفس البشرية، وكذا بعض أسرار السياسة والمجتمع، في كل مكان، وفي منطقتنا هذه بالذات

خلص الدكتور أحمد مرسي إلى تعريف المثل بأنه عبارة قصيرة تلخص حدثا ماضيا أو تجربة منتهية، وهو بتعريف الدكتور وليد منير أمين يبلور الحكمة في ملفوظ خالص مختصر إنه يكثف عنصر السرد ومن حيث شكله يمثل ثلاثة أبعاد أساسية: المفارقة، الجناس الصوتي، التناسب النحوي، وفي هذا الكتاب مجموعة أمثال جزائرية أكثر ما عرفت في مدينة سطيف، ومن هذه الأمثال: اعمل كي جارك وإلا حول باب دارك، العروس يشكرها فمها وإلا أمها، اللي سبقك بليلة سبقك بحيلة.

كثيرا ما يشكو أدباء المغرب العربي من انقطاع التواصل بينهم وبين زملائهم في المشرق وهذا الكتاب يوصل جسرا يرم أوصال هذه القطيعة منذ القديم وحتى الآن مازال عتاب أدباء المغرب العربي للمشارقة مستمرا بسبب تقصيرهم في حق أدب المغاربة، لهذا لا نستغرب عندما يكتب الدكتور الجزائري عبدالملك مرتاض في كتابه "الثقافة العربية في الجزائر بين التأثير والتأثر، قائلاً: "لقد طال عتاب الجزائريين للمشارقة دون أن يجدي عتابهم هذا فتيلاً، ولقد يلتفت المشارقة إليهم لفتة جادة ويجعلونهم يعنون بهم وبآثارهم على نحو ما هم أهل له