العدد (491) - اصدار (10-1999)

عزيزي العربي المحرر

في الثلاثين من أغسطس الماضي، غيب الموت الشاعر العربي اليمني عبدالله الردوني عن 71 عاما، وبرحيله يفقد الشعر العربي الكلاسيكي واحداً من أعلامه في النصف الثاني من القرن العشرين. كما يفقد اليمن صرحاً ثقافيا وسياسياً كان نبراساً لوطنه، وكاشفا لروحه الفنية التي كانت حبيسة تراث شعبي قديم. لقد أبصر العالم من خلال نفسه التواقة للمعرفة، وكان يرى الثقافة شأناً فاعلاً في التطور والتحرر

عزيزي القارئ.. المحرر

في قصة للكاتب الأرجنتيني العالمي الشهير خورخي لويس بورخس يتكلم عن المكتبة كمرادف للعالم, أرففها وممراتها هي مجازات الدنيا ودروب بيئاتها المختلفة, أما ما يقبع على هذه الأرفف وعلى ضفاف هذه المجازات والدروب فهو ذاكرة الوجود المتراكمة طبقات فوق طبقات, بعضها يعلوه الغبار وبعضها يعروه النسيان, وما من سبيل إلى الولوج في متاهة هذا العالم الا بنفض الغبار وإزاحة النسيان لتتكشف لنا بعض أسرار الوجود ومغازي هذه الأسرار, بل وتنجلي اتجاهات إشارات تحدد سبلاً للمستقبل

النسر الرمز والرنك والشعار عبدالغني عبدالله

برغم أن الخلافات قد حسم لصالح نسبة النسر إلى السلطان الناصر محمد ـ المملوكي ـ فإن الشواهد التي ظهرت أخيراً بدأت تنتصر إلى رأي جديد لتنسبه إلى صلاح الدين ـ الأيوبي ـ ورغم أن هذه الأسطر تنحاز للرأي الأول ... فإن الحكم النهائي سوف ينتظر إجلاء الحقيقة مع ظهور الجديد بشكل حاسم. النسر... بفتح النون, وسكون السين والراء, طائر من فصيلة النسريات, حادّ البصر, من أشد الطيور وأرفعها طيراناً

أرقام محمد المراغي

هل أصابت اللعنة الشرق الأوسط فبات طارداً للاستثمار, جاذبا لعوامل القلق والركود والضياع؟ تسجل أرقام التقرير الاقتصادي العربي الموحد (98) والذي تصدره الجامعة العربية وجهات أخرى حالة التدفقات المالية طويلة الأجل للمنطقة التي حددها تعريف البنك الدولي بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا, وهي تضم إيران والدول العربية فيما عدا ما دخل في إفريقيا جنوب الصحراء وهي السودان وموريتانيا وجيبوتي وفيما عدا بلدانا ثلاثة لم تتوافر بياناتها

قالوا.... المحرر

هناك منطقتان لابد لحلف الأطلنطي أن يقترب منهما مباشرة, لأنهما في كثير من المواقع على التحام عميق بحدوده: البلقان في الشرق الأوربي, والبحر الأبيض عند شواطئه الجنوبية وحولها كل العالم العربي وعلى طرفه إسرائيل

شعاع من التاريخ سليمان مظهر

في تاريخ كفاح كل شعب, تبرز دائما على السطح شخصية أو عدة شخصيات تقود هذا الكفاح وتوجهه وترعاه حتى يتحقق النصر. والحسن الثاني ملك المغرب الراحل واحد من هذه الشخصيات, ارتبط تاريخه بتاريخ كفاح الشعب المغربي, منذ انقض الاستعمار على أرض المغرب, وحتى تحقق الاستقلال. عندما عاد من المنفى مع والده محمد الخامس عام 1955 كان يقترب من عامه السادس والعشرين ـ وحاول ممثلو الاستعمار الفرنسي أن يحيطوا به من كل جانب

واحة العربي محمد مستجاب

تهتز الجوانح- لدرجة الوجيف أو الوجل المضطرب- حينما تنصت إلى صوت هطول الأمطار, مجرد الصوت فقط هو الذي يأتيك في حصنك: أقصد بيتك الحديث, الأمر سوف يزداد قلقاً لو أنك نزلت إلى الشارع, عليك الآن أن تخترق هضاب التاريخ لتلجأ إلى الخيمة الإنسانية المبكّرة في الصحراء الممتدة الواسعة لتعرف المعنى الحقيقي للمطر, يكون سلساً هادئاَ ناعماً يتألق نقاطا ذات إيقاع مفعم بالشجن على خدود العاشقين, تحاصره الرياح والتماعات الأسى لينطلق وميض البرق فيقلب كل قوانين الاطمئنان المرتعبة رعداً

جمال العربية فاروق شوشة

من الشعر المنسوب إلى ليلى العامرية محـبوبة قيس بن الملوح بيتان جميلان تقول فيهما: لم يكن المجنون في حالة إلا وقد كنت كما كانا لكنه باح بسرّ الهوى وإنني قد ذُبْتُ كتمانا هذا البوح الذي أتيح لقيس لكونه رجلاً, والكتمان الذي قُدّر لليلى لكونها امرأة- تخضع لحكم التقاليد ومواضعات البيئة العربية- هو السبب في أن كثيراً من شعر الشاعرات العربيات في العصرين الجاهلي والإسلامي لم يصل إلينا, بل لعله لم يصل إلى سمع الرواة ابتداء, وبالتالي فقد وئد هذا الشعر, ولم يبق منه إلا أقله

من شهر إلى شهر المحرر

إذا كنت تريد أن تجنّب نفسك ويلات أمراض القلب, وبعض السرطانات, وأن تحمي عينيك من المياه الزرقاء, فاشرب الشاي. هذه رسالة من فريق من الباحثين البريطانيين, برئاسة الدكتور ميشيل جرازيانو, من مستشفى النساء في بوسطون, حيث انتهت أبحاثهم إلى احتواء الشاي (الأسود أو الأحمر) على تسع مواد من مجموعة مركبات كيماوية تسمى بالفلافونول, تحمي الجسم من بعض الأمراض, إذ تقضي على مواد أخرى, يقال لها العوامل المؤكسدة, التي تدمّر أنسجة الجسم وتفسدها

طرائف عربية المحرر

صاد أعرابي سنوراً فلم يعرفه, وكان لغرابة شكله دهشة في نفس الأعرابي, فظن أنه اصطاد حيواناً غريباً قد يدر عليه من المال الكثير. وحين قابل رجلا قال له: ما هذا السنور? ولقي آخر قال له: ما هذا الهر? ثم قابل آخر فقال: ما هذا القط?, ثم لقي آخر, فقال: ما هذا الخيطل?, ثم لقي آخر فقال: ما هذا الدُم? فرح الرجل بصيده وحمله قائلاً: أحمله وأبيعه لعل الله تعالى يجعل لي منه مالاً كثيراً, وحين حضر إلى السوق قيل له: بكم هذا?

إلى أن نلتقي أنور الياسين

قرأت الخبر, وقلت لعله عن التماسيح, فالخبر يقول إن أفضل تجارة رائجة في هذا الزمن هي التجارة بجلود التماسيح, حيث يصل سعر المتر منه إلى 200 دولار أمريكي. وبعد تقطيعه وتحويله إلى حقائب نسائية وأحذية, فإن هذا الجلد يباع بالسنتيمتر وليس بالمتر, ولكن التجارة بجلود التماسيح تخضع لقيود كثيرة حول نوع التمساح, وعمره وزمان ومكان صيده, كما تفرض ضرائب عالية على المتاجرين به, وهو ما فتح المجال واسعاً أمام التجارة غير الشرعية به, يعني أن الصياد بالهند يطلق النار على التمساح, ويسلخه ويحمل جلده ليبيعه في السوق السوداء من دون تعقيدات ولا مشاكل ومع الكثير من الأرباح