العدد (486) - اصدار (5-1999)
كأنه الغروب يثيرنا بناره البطيئة التي يلفها
مثلما كان النظام السياسي في مصر يعيد تشكيل نفسه كانت التنظيمات الإرهابية تشكل واقعها. إنها رؤية تمزج بالسياسة نراها من خلال ذلك التحليل لراوية الكاتب الراحل فتحي غانم. لا يتجاوز المدى الزمني للأحداث الرئيسية في رواية فتحي غانم "تلك الأيام" ستة أشهر، تبدأ من السادس من فبراير وتنتهي في الثاني والعشرين من "يونيو" 1962. وما بين البداية والنهاية يتحرك "بندول" الزمن الروائي ذهابا وإيابا وإلى الزمن الحاضر متنقلا عبر الأزمنة الماضية التي تلقي الضوء على أحداث الزمن الماضية التي تلقي الضوء على أحداث الزمن الحاضر للرواية
لأول مرة في حياتي كلها، قبل زواجي من زياد وبعده، أشعر بأن لي قلبًا، وأنه يمكن أن يتوقف فجأة، عن الخفقان، وأن بإمكانه أن يقفز من صدري ويفر هاربًا مني، تاركًا إياي أواجه قدري، وحيدة، عزلاء، أمام امرأة تقول لي من خلف مكتبها بلطف بالغ، ولكن بنبرة باردة، لا قلق فيها ولا تحرج: "والآن … تفضلي معي ، واختاري". لأول مرة سأشعر بأنني سعيت، بنفسي، نحو حتفي، بأن استيائي بداية، وتذمري فيما بعد
احتفلت فرنسا العام الماضي بسيد من أسياد شعرها، وبمعلم كبير من معلميها، هو استيفان مالارميه "1842 . 1898". كلما عاودت قراءة مالارميه، كأنما لتستغرق في ذلك الجهد المتجدد، الخلاب، الذي لايكتفي بعجزه عن التقاط مفاتيح القصيدة، بل يبحث من جديد في فضاء شاسع عن ضوء أو مدخل لكن عبثاً، إنه الغامض والساحر في غموضه، والمحيل غموضه على نرجسية الشعر، وعلى طقوسه وعلى عماه المضيء
رغم أن وجود هذا هو ديونها الأول فإن الشاعرة السعودية تثبت قدرتها على إدارة القصيدة من البداية وحتى حروف النهاية. تكتب أشجان محمد هنيدي "الشاعرة السعودية، ولادة جدة 1968" الشجن الشعري من أوّله في باكورتها الشعرية "للحلم رائحة المطر"، على البحر الكامل. وهي في القصائد المميزة من هذه المجموعة التي تشكل جوهر القول الشعري للشاعرة، وعددها خمس من بين ثماني عشر متفاوتة المستوي
الشاعر يبدأ من وجع، ويصير إلى وجع يهجر دفء مرافئه مختارا لمجاهل مترعة بعواصفها
مذ غادر "أبومحمد" مارون عبود "1886 ـ 1962" الحلبة، والنقد الأدبي التطبيقي، الخفيف الظل، الهادف من خلال دراسة النص وتقويمه، إلى تقويم عوجه، يتلمس واقعه، ويتطلع من حسرة باحثاً عمن يملأ الفراغ الذي تركه أبومحمد برحيله عنا. الأزمة التي تحيق بالإبداع الأدبي عندنا اليوم، شعراً تجلى ذلك الابداع أم نثرا، ترجع في معظم أسبابها إلى هذا الفراغ في ميدان النقد التطبيقي المنهجي الهادئ