العدد (646) - اصدار (9-2012)
عيون المها بين الرصافة والجسرِ.. جلبن الهوى من حيث يدري علي بن الجهم، ومن حيث لا يدري أيضًا. لكن قرّاء شعره ومريديه على مر العصور والأزمان اكتشفوا إحدى الجهات السحرية التي يمكن أن تهب منها رياح الهوى.. من حيث يدرون.. من حيث ديوانه الشعري المليء بمفردات تبدأ من جهة القلب وتنتهي بذات الجهة أيضا، وبينهما عالم من المفازات الشعرية.
شعر على هيئةٍ من حُورِ عَدْنٍ حضَنَتني وقفْتِ على هُدبي ولوَّنْتِ أربُعي تَحوكينَ فيها الخَفْقَ
في الصباح الذي يلي هذه الليلة الشهيرة، الليلة الأولى بعد الألف، وبعد أن أعلن الملك زواجه على شهرزاد ونصبها ملكة إلى جانبه، انسحب إلى غرفته. بعيدًا عن صخب الساحة، بعيدًا عن صياح الفرحة الذي يتعالى في المدينة، يريد أن يتذوق البهجة الفريدة التي منحته الطمأنينة. اكتشف في شهرزاد، في النعيم المتبادل، الامتنان والإعجاب اللذين بديا عليه. ومع ذلك كان هناك شيء ما يقض مضجعه.
يقول عبدالعزيز حمودة - رحمة الله عليه - ( ص 96 من كتابه «المرايا المحدبة»): «قد يحتج أساتذة الفلسفة ومؤرخو الفكر الفلسفى على تناولنا التالى لمعالم تلك المحطة في تاريخ الفكر الغربى باعتباره تبسيطا مخلا للفلسفة الغربية - الإشارة إلى حديثه عن النزعة التجريبية من لوك إلى نيتشه وارتباطها بثنائية الداخل والخارج - ولكن عذرنا الوحيد أننا لم ندّع أبدا بأننا نؤرخ للفلسفة الغربية في دراستنا هذه، ولكننا نحاول أن نضع أيدينا على التيار أو التيارات الأساسية التي تشكل مجرى هذا الفكر من زاوية تأثيره في نظريات الأدب والنقد واللغة ومن يطلب فكرًا فلسفيًا خالصا فليبحث عنه في مكان آخر غير الدراسة الحالية من منطلق التبسيط المخل فلسفيًا، وإن كان جوهريا في تحديد الاتجاهات النقدية واللغوية».
أقفزُ من جسر الرفض.. سماويٌّ قلبي، وفضائيٌّ جسدي وأنا أحبو في جسر الشوق السرّي تتعلّق بي دمعة حزن من قُزح النفس فأحنُّ وتكبر في قلبي
يعد الشاعران جميل صدقي الزهاوي، ومعروف عبدالغني الرصافي من بين أهم الشعراء العراقيين في مطلع النهضة العربية الحديثة أوائل القرن العشرين، فقد أسهما، وبحضور طاغ ومؤثر في مسار حركية الشعر العراقي ومنذ بواكير نهضته الحديثة، فمثّلا - معًا أو كل على انفراد - أفقًا خاصًا لتشكيل فاعلية ثقافية مغايرة، لا في حدود التجربة الشعرية لكل منهما بل في مختلف جوانب الوعي والتبشير بذائقة ثقافية مغايرة، لاتكتفي بالشعر وحده، فهي تذهب بذلك إلى جوانب متعددة من الفنون والممارسات ذات النزوع المنتمي الى قيم التجديد وفاعليته المؤثرة.
لا يبحث القاص عبدالعزيز الفارسي عن الصندوق الأسود، المعهود منه حفظ الأسرار حين تخلف الكارثة حطامها، إذ إنه اختار صندوقه بلون يعرف أنه واقع بين متضادين: الأسود والأبيض، في هذا «الصندوق الرمادي» اكتشف أسرارًا مختبئة في ثقوب جدران تتشكل منها حارته وقريته وولايته شناص، لكنه يريد ما هو أبعد من ذلك، فتح طاقة الأسرار للغرباء الذين لا يجلسون على قهوة ألطاف ولا يعرفون الشخوص التي تناور داخل مربعها الصغير، متوهمة أنه العالم بأسره.
قصص لأصوات شابة تنشر بالتعاون مع إذاعة بي. بي. سي العربية لماذا اخترت هذه ال