العدد (646) - اصدار (9-2012)

عزيزي القارئ المحرر

منذ صدورها في ديسمبر 1958 شكلت «العربي» نقطة انطلاق ثانية لأدب الرحلة العربي، كانت النقطة الأولى قد خطها رحالة عظام، عرب ومسلمون، مثل ابن خرداذبه واليعقوبي وابن الفقيه والأصطخري وابن حوقل والمسعودي والمقدسي وابن البلخي وياقوت الحموي وابن بطوطة. آمنت «العربي» ومؤسسوها ومن جاء على دربها لأكثر من نصف قرن بأهمية الرحلة وأدبها في المعرفة العالمية والتواصل الإنساني. وما أدل على نجاح «العربي» في مسعاها من أنها أسست لهذا الأدب، مما جعله ركنًا أساسيًا لدوريات ثقافية نشأت بعدها.

اللغة حياة: لا يحرَّك المثنّى حركة منوّنة مصطفى عليّ الجوزو

لو كتب أحدهم في أيّ نصّ من النصوص: «عملتُ يوماناً بليلهما، فكان لي أَجْرانٌ، ومرضتُ بعدها مدّة أسبوعانٍ» فماذا نقول فيه؟ أعجميّ، أو جاهل، أو مستضحِك، ويلتبس علينا الأمر بين الأَجْرَيْن والأَجْران (جمع جُرْن وجِرْن)! لكنّني قرأت في كتاب من أهمّ كتب النحو الحديثة أنّ من اللهجات ما يُلزِم «المثنّى الألِف والنون في جميع أحواله، مع إعرابه بحركات ظاهرة على النون، كأنّه اسم مفرد؛ تقول: عندي كتابانٌ نافعانٌ، واشتريتُ كتاباناً نافعاناً، وقرأتُ في كتابانٍ نافعانٍ» على أن يُحذف التنوين إذا وُجد ما يقتضي حذفه كالتعريف بأل والإضافة والمنع من الصرف. وذلك الكتاب مرجع أستعين به شخصيّاً، لمكانة صاحبه العلميّة، لكنّ هذا الرأي الغريب فاجأني، وحملني على البحث عن حقيقته ومقدار صحته.

جمال العربية: اقتطافُ الزّهَرْ واجتناءُ الثَّمَرْ فاروق شوشة

أ- تحقيقات لغوية: هذه فصول من بدائع جمال العربية بلاغة وبيانًا ضمَّها هذا السّفْرُ النفيس الذي يشبه حديقة يانعة غنية بقطوفها وثمارها وألوانها، يُمتع قارئه متأملاً ومتذوقًا، سعيدًا بما يضمُّه من تجليات تراثنا الأدبي شعره ونثره، ومختارات من بدائع كنوزه ولآلئه.

المفكرة الثقافية محمد سيف الإسلام بوفلاقة

هي التي أثارت اهتمامه بالفنون عمومًا وبفن الرسم على وجه الخصوص، فقد اهتم محمد محمود خليل بالفنون الرفيعة عبر زوجته الفرنسية إميلين، على الرغم من أنه، في البداية، لم يكن سعيدًا بهذا الأمر، إذ كتب في مذكراته الخاصة عن اليوم الذي قام فيه باقتناء أول عمل فني في باريس خلال شهر فبراير من عام 1903: «أربعمائة جنيه كاملة دفعتها إميلين اليوم ثمنًا للوحة «امرأة» من رسم رنوار.. إنه مبلغ كبير؛ أنا لا أتصور أن يُدفع كل هذا المبلغ في لوحة واحدة، لكن إميلين تقول إننا رابحون في هذه الصفقة.. ومن يدري فقد يكون رأيها صوابًا».

إلى أن نلتقي محمد المنسي قنديل

تيمنًا بالربيع العربي، أطلق المتظاهرون على حركة الاحتجاجات المتواصلة، ربيع مونتريال، وقد بدأت المظاهرات حتى قبل أن يذوب الجليد، ولابد أن أحداث الثورة المصرية التي كانت تبث على الهواء كل يوم، قد أحدثت شيئًا في النفوس، جعلت الغاضبين والمهمشين والذين يشعرون بالغبن يجأرون بالشكوى، قيل لماذا تصرخ، قال حتى تسمعني، وهذا ما كان، انبعثت الشكوى من كل القطاعات تقريبا،