العدد (475) - اصدار (6-1998)
تحتفل مجلة العربي في نهاية هذا العام بمرور أربعة عقود على صدورها، وقد كانت طوال هذه الفترة خادمة مخلصة للثقافة العربية، صدر العدد الأول من العربي في ديسمبر سنة 1958، ولم تنقطع منذ ذلك الوقت عن الصدور، إلا عاما واحدا وكان ذلك انقطاع المجبر المغلوب على أمره، فعام الانقطاع كان عام الاحتلال العراقي للكويت، وقد أصدرنا عدد أغسطس سنة 1990 وكان غلافه يحمل صورة عن استطلاع لجامعة صنعاء وقفت فيه صبية يمنية تنظر إلى المستقبل بعينين ملؤهما الأمل، تعبيرا عن اهتمام مجلة العربي بمستقبل الأمة. ولم نكن نعرف أن هناك قوى أخرى تخطط لاغتيال هذا الأمل. ووزع العدد قبل دخول القوات الغازية.
حاول الأمير شكيب أرسلان قبل سبعين عاماً الإجابة عن السؤال التالي: لماذا تأخر المسلمون, ولماذا تقدم غيرهم? ويلخص السؤال الإشكالية التي شغلت سائر النهضويين والإصلاحيين: إشكالية التقدم, التي سبق أن عالجها جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده بين آخرين كثيرين. وتعكس هذه الإشكالية وجهة نظر أولئك الإصلاحيين والتي ترى أنه بالعلم والتنظيم يمكننا اللحاق بأوربا بل التفوق عليها للفضائل التي تتمتع بها ثقافتنا ويتمتع بها اجتماعنا مما لا يملكه الغربيون.
حجم تجارة الرقيق في عالمنا اليوم يصل إلى 200 مليون إنسان، معظمهم من النساء والأطفال يتم تداولهم عبر القارات، كما تقول الأمم المتحدة، باعتبارهم سلعة رائجة في الأسواق، ومع تجارة الجملة هذه هناك التجارة بالأعضاء، وهذه سوقها في ازدهار مستمر، وهو ما يفتح الباب أمام الاستنساخ، وفقا لقوانين العرض والطلب التي تحكم السوق والإنسان مازال أثمن رأسمال ولكن بمعنى مختلف.سؤال: لماذا تعارض استنساخ البشر؟جواب: لأن الاستنساخ يؤدي إلى ظهور نوع جديد من البشر إلى جانب أولئك المولودين بشكل طبيعي
في العادة تختلف المؤتمرات عن اللقاءات العائلية ولكن التوديع الذي أعطته كلية هامشر لإقبال أحمد، في البدء من شهر أكتوبر الماضي، جمع الاثنين معاً. فكل الذين حضروا دمجوا بين العاطفة والفكرة والذاكرة. سمي المؤتمر "معابر الحدود" وكأن هذا كان عنوان رحلتنا أيضا. ذهبنا لحضور المناسبة من كندا، انطلقنا صباح الجمعة باكرا باتجاه الحدود الأمريكية، كنا أنا وأختي مريم، وأصدقاؤنا: نادر هاشمي، نيلوفر بازيرا، سريا مقدم، وعلي رضا رهبر. نحن أيضا كان لنا عبور مميز على الحدود الأمريكية، كلنا كنديو الجنسية ماعدا علي رضا فهو إيراني.
يكاد يكون من الصعب ترجمة كلمة "جيوبوليتيكا" إلى العربية، فهذه الكلمة منحوتة من دمج الكلمتين اللتين تعنيان الجغرافيا والسياسة. وترجمتها إلى الجغرافيا السياسية أو السياسة الجغرافية لايؤدي معناها تماما، وكل ما نملكه هو تصور معناها بأنها السياسة المبنية أساسا على عوامل جغرافية.إن الحرب الباردة، أوالصراع بين المعسكرين الكبيرين بعد الحرب العالمية الثانية، قد غطى على الجيوبوليتيكا بما انطوى عليه من اختلاف مذهبي كبير كان هو المحور الأساسي للصراع
على الرغم من مرور حوالي 51 عاما على اكتشاف مخطوطات "قمران" على شاطئ البحر الميت فلا يزال هناك جدال حول الاستغلال التجاري والعلمي لها، ولدورها في تفسير نشأة المسيحية.في عام 1947 عثر عرب التعامرة على لفائف أسطوانية، بعضها من النحاس وأكثرها من الكتان، عليها كتابات من الأسفار التوراتية، ومكان العثور على هذه اللفائف التي لاتقدر بثمن، هو المنطقة الغورية قرب البحر الميت حيث كانت فرقة ـ في عهد المسيح ـ من الأسينيين، المتقشفين المشاعيين، تعيش في كهوف هذه المنطقة. بلغ عددها أحد عشر كهفا، بعضها كهوف طبيعية وبعضها الآخر منحوت في الصخر الرملي.
هل الشرق منبع الحضارة والدين، أم أن المنابع كامنة في مكان آخر؟ هذا هو السؤال الذي حاول المؤرخان مارييت ورينان الإجابة عنه بسبل مختلفة."أرنست رينان"، رجل فكر جعل التحامل على الشرق رسالته. وسعى بالدراسة الجادة مع البراعة العقلية والمنطقية إلى إثبات ما قرره مسبقا من عظمة الحضارة اليونانية، وانحطاط حضارة الشرق. من أشهر مؤلفاته "ابن رشد والرشدية" و"حياة المسيح"، رغم عدم إيمانه بالاثنين! أهمية ابن رشد بالنسبة له هي في محاولة فهم فلسفة أرسطو، وأهمية المسيح في نظره تنبع من أهمية الأديان للجماعات كحدود أخلاقية، وليس كإيمان بوحدانية.
إنه مما يسيء إلى الفكر الإسلامي وأهله ظاهرة طرأت حديثا على المجتمعات الإسلامية وتمثلت في بعض الأفراد الذين يلجأون إلى وسيلة غير مقبولة أو منبوذة لنصرة فكرهم فيعلنون أنهم وحدهم أصحاب الصراط الواحد المستقيم وأن غيرهم في ضلال، وحجتهم في ذلك أن الدين واحد والمصدر واحد والصراط واحد والفهم واحد.لقد برزت هذه الظاهرة في أسلوب تعليقات بعض الشباب في الندوات والمؤتمرات لإظهار رأيهم فلا يجدون سوى الاعتراض على المحاضرين
يعرض المسعودي "ت436هـ/975م" في كتابه الشهير "مروج الذهب" لبلاد التبت يتحدث عن ظباء المسك، فيميز بين المسك التبتي والمسك الصيني لسببين: "السبب الأول أن ظباء التبت ترعى حشائش عالية الجودة ذات رائحة طيبة، بينما ظباء الصين ترعى حشائش أقل جودة وأدنى مرتبة. السبب الثاني: أن أهل التبت يحافظون على المسك معبأً في أوعية، بينما أهل الصين يخرجونه ويغشونه بالدم وغيره من أنواع الغش، وحين يصدرونه بحراً يتعرض للرطوبة واختلاف درجات الحرارة