العدد (472) - اصدار (3-1998)
فاض دم الأبرياء وزاد في الجزائر حتى أنه يوشك على إغراق ضمائر الساكتين، لهذا لم يعد السكوت ممكنًا، حتى لو أدى بدء الحديث إلى بعض المآخذ. حتى لحظة كتابتي لهذه السطور، فإن آخر ماتوارد نقلاً عن وكالات الأنباء في شأن (المجازر المروعة) في الجزائر، يقول إن نشرة (الرباط) الصادرة باسم الجبهة الإسلامية للإنقاذ في باريس، اتهمت الجماعة الإسلامية المسلحة بارتكاب مجزرة (غليزان)
قيضت مجموعة من الظروف التاريخية ذكراً عظيما واستمراراً مدهشاً ـ عبر المأثور الديني ـ لواحدة من القبائل الهامشية القديمة هي القبيلة الإسرائيلية، التي جاءت إلى منطقتنا من مكان بعيد لم يزل تحديده بشكل دقيق مثار خلاف بين الباحثين والمؤرخين، مع أن تلك القبيلة في حقيقة أمرها لم تكن بهذا الذكر في مراجع التاريخ كعلم
كان التقابل بين الثقافات، وبالذات في مجال الاختلاف والتباين بين المعتقدات الدينية والقيم الأخلاقية والاجتماعية من أهم المشكلات التي شغلت بال الكثيرين من المفكرين والباحثين وبخاصة علماء الأنثربولوجيا الذين يتخصصون في دراسة الثقافات والنظم السائدة فيما اصطلح على تسميته بالشعوب والمجتمعات "البدائية"، وهي تسمية مطاطة أطلقت في القرن التاسع عشر على الجماعات القبلية التي تعيش في عزلة عن الحضارة الغربية بنظمها الاقتصادية والسياسية الحديثة وتكنولوجياتها المعقدة
في الغرب لم تبق جامعة من الجامعات خارج إطار احياء ذكرى ابن رشد، الذي توفي في العاشر من ديسمبر عام 1198 قد وصلت فلسفة أرسطو إلى الغربيين مشروحة أفضل شرح على يديه حتى لُقب في أدبياتهم بالشارح الأعظم، دون أن ينفوا عنه صفة الأصالة والابتكار في هذه الشروح. والمعروف أنه نشأ في أوربا ـ وبعد نقل مؤلفات ابن رشد إلى اللاتينية ـ تيار عُرف "بالرشدية اللاتينية" كان له نفوذ كبير على العقل الغربي استمر حتى بداية العصر الحديث
التاريخ مليء بنساء من أمثال شجرة الدر التي أرادت أن ترث ملك مصر، وبلقيس ملكة سبأ التي أرادت أن تفحم سليمان الحكيم، زنوبيا ملكة تدمر، حشدت جيوشها طامعة في قهر إمبراطورية الروم، إليزابث ابنة هنري الثامن حكمت إنجلترا خمسا وأربعين سنة ووضعت حجر الأساس للإمبراطوية البريطانية، كاترين قيصرة روسيا، طمعت في ضم القسطنطينية ووصلت بحدود روسيا إلى البحر الأسود باحتلال أوكرانيا، وكانت تحتفظ في قصرها بحريم من الرجال، وكانت تراسل فولتير وديديرو وحكمت أربعة وثلاثين عاما