العدد (466) - اصدار (9-1997)
ظهرت أصوات تدعو الناس إلى انتماءات أخرى ذات طبيعة طائفية وعرقية وسياسية، حتى وصل الأمر ببعض المرجفين إلى تسفيه فكرة الوطنية باعتبار الوطن في زعمهم (لا يزيد عن كونه قطعة من تراب أو طين)!!. كانت لهذه الدعاوي الشاذة انعكاساتها السلبية على ساحة العمل الوطني في البلدان التي شاعت فيها هذه الدعاوي، بل وعلى أمن الوطن ومواطنيه، حتى وصل الأمر إلى انتهاك حرمات الوطن والمواطنين من أرواح
لو أننا القينا نظرة متأملة على العلاقة التركية العربية التي امتدت لأربعة قرون تقريبا، وكانت علاقة هيمنة وتأخر، تجاهل العرب تركيا لفترة طويلة، وتجاهلتهم. لم يكن هذا التجاهل المتبادل عن سابق إصرار، لقد اعتبر العرب أن تأخرهم في القرون الأخيرة القليلة كان ناتجا مباشرة من الهيمنة التركية العثمانية، واعتبر بعضهم أن تقاعس الإمبراطورية العثمانية في الأخذ بالجديد
ولكن قبل أن أقصها على القارىء أود أولاً أن أذكر له أني كنت دائما أعتقد أن كثيرا من العلوم الاجتماعية قد ضلت الطريق بمحاولة تحقيق المزيد من الدقة ولو على حساب أهمية الموضوع الذي تبحثه. أصبح البحث عن الثروة أكثر أهمية من البحث عن الفائدة والجدوى وهو اتجاه شبيه بما حدث للفن من اهتمام بالشكل على حساب المضمون
لاشك أن أحداث القرن العشرين جعلت إنساننا المعاصر أكثر قلقاً بشأن مستقبله ومستقبل أبنائه، فحصيلة الدمار والقتل فيه تتجاوز بكثير كل ما حدث في القرون التي سبقته. ومع التقدم التكنولوجي الهائل، وتطور أسلحة الدمار الشامل، ودخول عصر الثورة الإعلامية باتت ساحات المواجهة والصدام تنذر بالويل كل بقعة من بقاع عالمنا الأرضي الذي كان يوماً ما فسيحاً!.
كاتب هذا النص هو, أحد قادة تنظيم الجهاد وقد شارك في التخطيط لقتل الرئىس السادات. وأعدم فيمابعد. ويعني بالفريضة الغائبة الجهاد. وهو الاسم الذي عرف به التنظيم, الذي اشتهر في وسائل الإعلام بهذا الاسم وبالتكفير والعنف. والجديد في رسالة فرج هذه اعتبار الجهاد فريضة, فالمعروف في الفقه السني التقليدي أنه فرض كفاية وليس فرض عين. لكن الأهم فيها اعتبار الجهاد فريضة في الداخل الاجتماعي الإسلامي