العدد (464) - اصدار (7-1997)
"التشيؤ" ترجمة للكلمة الإنجليزية "رييفيكيشن Reification " وهو مصطلح صكه الناقد المجري الماركسي جورج لوكاتش "استناداً إلى مصطلح ماركس عن توثن السلع"، وهو يعني تحول العلاقات بين البشر إلى مايشبه العلاقات بين الأشياء "علاقات آلية غير شخصية" ومعاملة الناس باعتبارهم موضعاً للتبادل.وسبب التشيؤ "في الأدبيات الماركسية الإنسانية" اقتصادي، إذ تذهب هذه الأدبيات إلى أن تقسيم العمل الموغل في التخصص هو الذي يؤدي إلى تجزؤ الإنسان وابتعاده عن الإحساس بالكل.
إن نظرة واحدة إلى مجمل مؤلفات الدكتور محمد حسين هيكل الإسلامية لتؤكد أن أسلوبه في هذه الكتابات، يمثل ملامح شخصيته التي عرفها القارىء على مدى خمسين عاما من التأليف، فهذه الشخصية تتنازعها ثلاثة ملامح رئيسية أولها كونه محاميا، وثانيها كونه صحفيا وثالثها كونه سياسياً.ولعل صدى هذه الملامح الثلاثة، يبدو واضحا فيما تركه من مؤلفات ومنها المؤلفات الإسلامية.فالدكتور هيكل المحامي نجد صداه في دفاعه المجيد عن عظماء التاريخ الإسلامي وما قدموا للأمة من أعمال جليلة وكأنه في ساحة المحكمة فيطالب بحق يراه مشروعا
"آمل أنكم تعرفون ما تفعلونه، إنكم اليوم تقررون إلغاء ألف عام من التاريخ" قالها الزعيم البريطاني هيو غيتسكيل في عام 1962. عندما كان مجلس العموم يناقش عضوية بريطانيا في السوق الأوربية المشتركة.ويضيف غيتسكيا موضحاً: "لقد أمضينا القرون الخمسة الماضية ونحن نحارب أوربا دفاعاً عن حدودنا".الحدود ما عادت مقدسة ولا "أرض الأجداد" وعظام ثعلب الصحراء الجنرال إرفين رومل يتخلى عن منصبه كحاكم لمدينة شتوتغارت وهي أكبر مدينة صناعية في العالم تهوي باتجاه الإفلاس
لاشك في أن الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم الآن، سوف تكون لها آثار بعيدة المدى في مختلف المجتمعات الإنسانية المعاصرة، وإذا كان يجوز لنا أن نستعير من كارل ماركس، وماديته التاريخية، التشبيه الذي عقده بين أدوات الإنتاج وأسلحة الجيوش، وأن المجتمع يعاد تنظيمه طبقا لتطور أدوات الإنتاج فيه، كما يعاد تنظيم الجيش كلما اكتشف سلاح جديد يدخل ضمن عدته العسكرية، فعلينا أن نحاذر في الوقت ذاته، الوقوع في الخطأ الذي وقع فيه ماركس، حينما تصور أن في مقدوره
من يبحث عن إسهام المرأة في الدعوة إلى اللغة العربية، والاستقلال، والتضامن القومي، يقف على صفحات مشرفة لها، مازالت مجهولة، وهي جديرة بالوقوف عندها وتوضيحها استناداً إلى وقائع ووثائق ذكرها المؤرخون. ينبغي أن نؤكد أن المرأة السورية في أوائل القرن العشرين، كانت محجبة، وقلما كانت متعلمة، ومع ذلك شاركت بني قومها بتدعيم أسس النهضة الأدبية والاجتماعية، وبالدفاع عن عروبتها، وبمناهضة مختلف أنواع الظلم والاستغلال التي أحاقت بسوريا في أواخر العهد العثماني، ولاسيما في حقبة طغيان ذلك العهد أيام ولاية جمال باشا الملقب بـ "السفاح" عليها.
أحرص على أن يكون حديث الشهر في شهر الصيف هذا بعيدا عن القنوط، يكفي ما نلاقيه من قيظ في كل أرجاء بيئتنا العربية حتى يشتاق الإنسان إلى نسمة باردة ترطب له الأجواء والنفوس، وفي الفكر نحن أحوج ما نكون إلى درجة من التفاؤل والإحساس بقرب الفرج.لذلك فإن الموضوع الذي أنا بصدده، وإن بدا في عنوانه مغلفا بالقنوط، فإنني أرجو أن يقود في نهايته إلى الانفراج والتفاؤل، فهو محاولة بسيطة ولكنها جادة للإجابة عن سؤال لم أطرحه وحدي، وإنما تم طرحه قبلي منذ ستين عاما مضت