العدد (463) - اصدار (6-1997)

عزيزي العربي المحرر

خبت الضجة الإعلامية التي تفجرت فجأة عن جماعة (عبدة الشيطان), بعد إفراج النيابة العامة في مصر عن آخر دفعة من المتهمين في هذه القضية, التي جعلت الناس تعيش أياما (لاترى ولا تسمع ولا تتكلم) إلا عن هذه الجماعة وطقوسها الغريبة. إن هذه القضية حتى وإن كانت محدودة العدد من الشباب الصغير السن, والمحدود الفكر والهدف والتي خرجت من وسط أكبر العواصم العربية وأكثرها ازدحاما, يجب أن تظل دروسها باقية, منعا لظهور جماعات مماثلة في المستقبل

عزيزي القارئ المحرر

في كلمته التي أرسلها محفوظ لتقرأ في الاحتفال بتسلمه جائزة للآداب عام 1988، لمس فكرة رائعة مؤداها أن الخير في عالم الإنسان والحياة عموما لا يزال أقوى من الشر، بدليل استمرار البشرية والحياة برغم الكوارث والحروب والأوبئة. وهي فكرة نبيلة تصدر عن روح نبيل، لم ينحن للشر في أعماقه ولم يمرره فائزا في كتابه. يتداعى ذلك إلى الذاكرة، لمناسبة تناول نقدي في هذا العدد يمس آخر إبداعات الرجل الكبير، وأكثرها تقطيراً وصفاء. إنها "أصداء السيرة الذاتية" التي كتبها نجيب محفوظ ونشرت أخيرا في أكثر من جريدة

أرقام محمود المراغي

(المرأة نصف المجتمع), عبارة تنقصها الدقة. صحيح أن الله قد خلق نوعان من التوازن الطبيعي اللازم لاستمرار البشرية فجعل عدد النساء شبه متساو مع عدد الرجال, وصحيح أننا نصف الأسرة بأنها ذات ضلعين أساسيين: الرجل والمرأة. الأب والأم. ومع ذلك وبالرجوع لإحصاءات الواقع العربي التي سجلتها منظمات دولية فإن المرأة ليست نصف المجتمع, إنها دائما في حزب الأقلية حتى ولو تساوت عددياً مع الرجل! يقول تقرير أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عام (96) عن التنمية البشرية في المنطقة العربية إن المرأة العربية ـ أو هكذا تقول الأرقام ـ أقل حظا من الرجل

شعاع من التاريخ سليمان مظهر

كانت جميلة تشخص ببصرها وهي تطل على أرض وطنها من بعيد، تستعيد ذكريات ما كان ويكون، فهي لاتزال تتذكر ماكان يجري في حي القصبة بالأمس، حين كان الاستعمار الفرنسي يقبض بكلتا يديه على خناق الشعب الجزائري، ويفرض عليه العبودية لتحقيق رغبة الطغاة في أن تصبح الجزائر جزءاً من فرنسا! وإنها لتذكر كيف لم يمتثل الشعب المناضل لهذا الاستعباد، وكيف أعلنت جبهة التحرير ثورة الجزائر في الأول من نوفمبر 1954

واحة العربي محمد مستجاب

أثناء إعدادي لهذه المادة, كاد عقلي يسوخ في عالم السحر دون عودة, تماثيل رابضة أمام الأبواب تحرس من بالداخل إلى الأبد, وتحيل المداهم إلى حجر, سطوح منقوشة بنصوص غامضة تشعل النار وتثير الأعاصير لتلتف حول من يقترب, أبقار ـ في جنوب شرق آسيا ـ تعبأ بأدعيات لتنطلق كالصواريخ ـ أو كالطوربيدات ـ لتدمير الهدف, ثعابين مرعبة تستجيب للموسيقى ولنصوص (التعزيم) لتستنيم تحت كف اليد عاجزة أو ساكنة ـ وهذا أخف أنواع السحر وقد شاهدناه جميعا

جمال العربية فاروق شوشة

في كتابه (طبقات الشعراء) يضعه ابن سلام في الطبقة الأولى من فحول شعراء الجاهلية, مع امرىء القيس والنابغة والأعشى. ثم يروي ابن سلام عن يونس بن حبيب أن علماء البصرة كانوا يقدمون امرأ القيس, وأن علماء الكوفة كانوا يقدمون الأعشى أما أهل الحجاز فيقدمون زهيرا. ويروون أن عمر بن الخطاب كان يعد زهيرا شاعر الشعراء لأنه لايعاظل بين الكلامين, ولايتتبع وحشي الكلام ولايمدح أحداً بغير ما فيه

من شهر إلى شهر المحرر

شهدت بداية العام لوباء "الالتهاب السحائى" في نيجيريا وبعض الدول المحيطة بها، وفاق عدد النيجيريين المصابين بهذا المرض، في الشهرين الأولين من ذلك العام، عدد الحالات التي تم رصدها خلال الأعوام الأربعة السابقة. وفي منتصف العام نفسه، تقريباً، بلغ عدد الحالات، في نيجيريا، ولدى جيرانها، 140 ألف حالة، انتهت 15 ألف حالة منها بالوفاة. والمعروف أن ظهور هذا الوباء مرتبط بموسم الجفاف، حيث يفقد الهواء رطوبته وتعلق به ذرات التراب، فتجف الأغشية المخاطية في الأنف والزور وتتشقق

طرائف عربية المحرر

كان أحمد بن طولون أول من استقل بحكم مصر عن الدولة العباسية, شديد الغضب, سفاكا للدماء, سلطانه ملاذه, وجبروته هو السيف المعلق على رءوس العباد, إذا قدر لم يعف حتى قيل مات في حبسه ثمانية عشر ألف إنسان, وكان بمدينة عين شمس تمثال من الرخام الأبيض الشاهق بطول رجل واقف معتدل القامة, محكم الصناعة, فإذا تأملته حسبته حيا يكاد ينطق, فقصد الأمير أحمد أن ينظر إليه, فنهاه بعض حكام مصر أن ينظر إلىه, وقال: "أيها الأمير لا تنظر إلى هذا الصنم, فما نظر إليه أحد من الولاة الذين حكموا مصر إلا عُزل في عامه"

إلى أن نلتقي أنور الياسين

دخل على المدير رجل قصير القامة، نحيف الجسم، يطلب أن يعمل حارساً. وتفرس فيه المدير من رأسه إلى قدميه وقال له: إن الذي نريده هو شخص قوي، فائق السمع، لا ينام، صارم، مقدام، يتحول شيطانا لدى أدنى اشتباه. قال الرجل وهو يتراجع: حسنا يا سيدي سأذهب وآتي بزوجتي.. كم نكتة قيلت عن الزوجات. ملايين النكات. انها أكثر أنواع النكات انتشاراً. تليها بطبيعة الحال النكات التي تقال عن الرؤساء والمديرين. وهي أيضا من نفس النوعية