العدد (457) - اصدار (12-1996)
بدأت معرفتي بالعلامة محمود شاكر على صفحات "الرسالة" منذ ثلاثين عاما، في خضم معركته العنيفة مع الدكتور لويس عوض حول أبي العلاء و "رسالة الغفران". ولا أنكر أنني أحسست بالصدمة ليس فقط بسبب حدة الخطاب ولكن لسبب آخر أهم هو أن شاكر يفسر الثقافة والتاريخ من خلال منظور ديني بحت ينعكس على رؤيته لكل إبداعاتنا الأدبية والنقدية الحديثة
يقوم راهب أعمى بوضع السم في صفحات الكتب الممنوعة حتى يسري في يد كل من يحاول الإطلاع عليها. إنه راهب متهجم يرى أن سبب مفاسد البشر هو الضحك لأنه يحرر الإنسان من الخوف من الشيطان، وإذا تحرر الإنسان من الخوف انبثق في داخله ذلك التوق للمواجهة حتى أنه يمكن أن يتحدى الموت
"الحسبة" لفظا، مصدر يعني احتساب الأجر على الله. وقد ورد اللفظ نصا في بيت النابغة الذبياني "الشاعر الجاهلي" إذ قال:
على أن المسألة ليست بحثا عن إجابة في شكل تعريف للفلسفة.. فلو كان الأمر كذلك لوجدنا التعريف جاهزا.. (عفوا) لوجدنا أكثر من تعريف جاهز كذلك عبر التاريخ الطويل للمدارس الفلسفية المختلفة: فقد تكون الإجابة متعلقة "بالبحث عن الوجود من حيث هو" أي مشاكل الوجود الأولية والأساسية كما في الفكر اليوناني، وقد تكون متعلقة بالأخلاق العملية كما في العصر الهليني، أو بالعلاقة بين الله والإنسان أي بالدين كما في الحضارة الإسلامية والعصر الوسيط المسيحي
بداية لا بد أن نقول إن التخصيص هو تحويل الملكية العامة في المؤسسات والشركات إلى الملكية الخاصة سواء كانت هذه الملكية فردية أو مؤسسة ، أو سواء كانت الملكية محصورة في أفراد أو مؤسسات أو أنها مدرجة للتداول في سوق الأوراق المالية .
أول ما يجد الباحث واجبا عليه أن يقرره هو شيئان : أن فكرة الألوهية ذات أهمية عظمى في حياة الغالبية العظمى من البشر ، وأنها فكرة قديمة كل القدم ومنتشرة كل الانتشار ، حتى أنه لا توجد مجتمعات قديمة أو حديثة إلا ونجد عندها حضورا على نحو أو آخر لهذه الفكرة
لم يصدق أحد وهو يلقي نظرة الوداع الأخيرة أن جسده ظل يقاوم الموت الفعلي لمدة ست سنوات متصلة . فهذا الجسد الضئيل قد تعب في مرادات النفس الكبيرة لأحمد بهاء الدين على حد تعبير شاعرنا المتنبي . وقد ظلت هذه النفس متشبثة بإرادة الحياة حتى جعلتنا جميعا موقنين من