العدد (644) - اصدار (7-2012)
قد يستبِدُّ المالُ بصاحبِهِ فيحوّلُهُ إلى مستَبِدّ، وبدلاً من إنفاقه فيما ينفعُ الناس، يجعلُ منه سياطًا تكوي ظهورَهم ولو عن بُعدٍ عندما يصبحُ الإنفاقُ نوعًا من السفهِ جريًا وراءَ سرابِ السّمعةِ أو الألقابِ أو الوجاهةِ الاجتماعية، أو عندما يكونُ تطبيقًا حرفيًّا لأحدِ لوامعِ نزار قبّاني في رثائه عميد الأدبِ العربي طه حُسين (في قصيدته: حوارٌ ثوريٌّ مع طه حُسَين):
لا يملك المتتبع لمسيرة الشعر العربي الطويلة سوى أن يلاحظ نوعًا من أنواع المماهاة بين تربع الشعراء الذكور على سدة هذه المسيرة والبنية الذكورية للكتابة نفسها.
للكلام الكثير على علاته المملة وجه حسن.. بالكلام وحده نستطيع أن نبوح بما نريد وما لا نريد أن نبوح به.. الكلام إذن سيكون الشهادة، ربما لأنه وحده سيحيل إلى الشعر والشاعرة التي أشهد منذ البداية أنها لا تنزعج من شيء مما يمكن أن يكون تماسًا مع تجربتها الشعرية والإنسانية قدر انزعاجها من الكلام المجاني الذي أدخلته العرب في باب المديح، ربما لأنه لا يقول شيئا لأنه لا يريد سوى أن يقول، مجرد أن يقول!
في يناير من العام الماضي، استضاف ملتقى مجلة العربي الذي حمل عنوان «العرب يتجهون شرقًا»، نخبة من مفكري الشرق الأقصى وفاعليه في حقول الثقافة والفنون والآداب، وكان من بينهم لي سانج كي، مؤسس رابطة صحفيي آسيا، وناشر «آسيا إن»، وهو صحفي مخضرم، يعشق الأدب، ويؤمن بالحوار. وقد وجهت الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح الدعوة لكل ضيوف الملتقى من خارج الكويت، فكان اللقاء بدارها، وكان الحوار الذي عزز فكرة تدور بخلد سانج كي، وهي ترشيح أديب عربي لأرفع جائزة في جمهورية كوريا، وهي جائزة مانهي.
عندما تبدأ الدورة الأولمبية في مدينة لندن خلال شهر يوليو الحالي، فإن الملايين سوف يسعون إلى التلاقي بجميع الأشكال، عبر المنافسات العديدة في مختلف اللعبات بين البشر من كل الألوان، والأجناس والعقائد والأعمار. سوف يتم ذلك في مدينة لندن، وفي ملاعبها، وعبر شاشات الأقمار الاصطناعية التي تبث برامجها في كل أنحاء العالم.. إنه اللقاء الأضخم، بالإضافة إلى كأس العالم، الذي يتلاحم فيه الجميع، كي يستمتعوا، ويتباروا، ويسعوا إلى الحصول على الميداليات، فرادى أو جماعات، وكل فريق فائز يستند إلى وطن يتلقى منه التشجيع ويحمل رايته