العدد (455) - اصدار (10-1996)

في أعماق الضباب حسن عبدالله القرشي حسن عبدالله القرشي

سهادي طويل وعمري قليل وأيامنا تشبه المستحيل ونبحث عن حلم غارب

في أعماق الضباب حسن عبدالله القرشي حسن عبدالله القرشي

سهادي طويل وعمري قليل وأيامنا تشبه المستحيل ونبحث عن حلم غارب

ترجمة الأيديولوجيا العربية المعاصرة جابر عصفور جابر عصفور

زارني صديق حميم من المغرب الأقصى، وتبادلنا الأحاديث في موضوعات متعددة، تتعلق بالأحوال الثقافية في المغرب الشقيق الذي يعرف صديقي اهتمامي ومتابعتي لما يحدث فيه، خصوصا على مستوى النقد الأدبي الذي حقق فيه المغاربة إنجازات متعددة لا بد أن يحسدهم عليها المشارقة وأن يسعوا إلى الإفادة منها. والحق أن المركزية النقدية العربية (أو حتى الإبداعية) التي لا يزال يتوهمها البعض من المشارقة، خصوصا أولئك الذين يتصورون أن القاهرة أو بغداد أو دمشق هي وحدها مركز الثقافة العربية الوحيد

إن لها رفاقا يعقوب السبيعي يعقوب السبيعي

يشد عليك في قلبي الوثاقا غرام جاوز السبع الطباقا

مختارات من القصص العربية المحرر

حاول "جمال" مرارا تركيز ذهنه على أحداث الرواية التي بين يديه لكن فكرة لقاء تلك المرأة الغريبة الأطوار كانت تشوش على خياله : ترى كيف هي هذه المرأة؟ وهل ما حكى عنها "حسن" حقيقة أم كذب بغيض؟- إن في هذه الرواية أحداثا خارقة لكن ما في الواقع لهو أغرب مما في الحكايات، هذا ما تحدث به "جمال" وكأنه يخاطب شخصا معه في الغرفة التي يعد فيها شهادة الإجازة.الساعة قريبة من السادسة. اقترب موعد إغلاق المعامل. بعد نصف ساعة سوف يطرق بيت "جمال" وسوف يفتح الباب مسرعا ليقول لصديقه الجديد الطريف: هيا بنا أنا مشتاق لرؤيتها.

الشجرة والغمامة حسن فتح الباب حسن فتح الباب

دخلت في موتي الصغير أبصرتني شجره

ذبول جار النبي الحلو جار النبي الحلو

من يرد البصر، ومن يعيد النور؟ هي الألوان تهرب منه، والوجوه.جلس، وضغط على شفته السفلى، كاد يقطعها. ارتجفت. رفع رأسه لأعلى، وسأل: ما العمل يا أولاد؟الأرض تهرب من تحتنا، ونبحث عن الشقوق لنختبئ فيها. تراجع أخي الأكبر وخرج دون إبداء رأي، لكنه كان يسبنا جميعا وهو خارج لحظة كان يتحسس علبة سجائره، فيما تنحنح أخي معلم اللغة، فاللغة تقضي على وقته ويظل حبيس التلاميذ العام كله. وأنا أيضا كنت خارج اللعبة فأنا لا أعرف حتى جيراننا أو أولاد الأخوال، وصلتي مبتورة بعائلتي الكبيرة، وثيقة بآخرين محبوسين في الخزانة أفرج عنهم وأجلس بينهم حين أشاء وأتركهم للتراب والعناكب حين يتعكر مزاجي.

شروخ في المرايا أبوالمعاطي أبوالنجا أبو المعاطي أبو النجا

ومع أننا نسينا تلك الصدمة فإن المرآة سوف تبقى تذكرنا بأنها ذلك الوسيط الذي لا غنى عنه لرؤية شيء مهم فينا، ربما يكون أكثر الأشياء تعبيرا عنا، وعن حقيقتنا، وحين تكون هناك "شروخ في هذه المرآة" فمن الطبيعي أن تأتي الصورة مشوشة، وألا يكون ما نراه هو صورة وجهنا الحقيقي، أو وجه الحقيقة كما هي، ولعل هذا العنوان بما يحمل من طاقة رمزية تستدرجنا إلى سؤال بديهي عن هذه "المرايا" وعما نود أن نراه على سطوحها اللامعة المصقولة، وعن الشروخ التي فيها، هل هي شروخ طارئة أو هي جزء من طبيعتها؟

زخور بخش يوسف حلاق يوسف حلاق

أنتم تعرفون زخور بخش طبعا.ستسألون أيهم، فالناس الذين يحملون هذا الاسم بالمئات وربما بالآلاف. أنا أقصد زخور بخش ذاك الذي حصلت له تلك القصة المرعبة. سأرويها لكم ولن تستطيعوا نسيانها أبدا. زخور بخش سيدخل قلبكم، وسيتراءى لكم زخور بخش في كل عابر سبيل أمامكم جاوز سن الشباب، وحين تتذكرون أي مصير لقيه سينقبض قلبكم من الألم كما ينقبض الآن قلبي.يبدو هذا غريبا الآن، لكنه في أول لقاء لي معه لم يلفت انتباهي: كهل عادي ذو لحية صغيرة وشعر أشعث وقدمين حافيتين يرتدي قميصا وسخا ممزقا عند الكتف وتهماداً.