العدد (643) - اصدار (6-2012)
إذا كان معظم النار من مستصغر الشرر، فعلينا ألا نستهين بالأفكار المريضة التي تحبو في بادئ الأمر ثم تنطلق مدمرة كل آيات الحضارة ومنظومة القيم ومثل المباديء، وهي الأفكار التي تبدأ بتنشئة غير صالحة تزرع الحقد والكراهية، وتحث على الجهل والتخلف. ولعل الأمية هي الحقل المناسب لتمرح فيه مثل تلك الأفكار
نحن مازلنا، على المستوى الإنسانيّ، همجيين: ذلك أنّ العمى عن الذّات وعدم فهم الغير يعبّران عن نفسيهما على مستوى المجتمعات والشّعوب وكذا على مستوى العلاقات الشّخصيّة بما في ذلك في داخل الأُسَر والأزواج. فالكثير منهم ينفصلون ويتمزّقون، وهذه الصّراعات تشبه معارك حربيّة مبنيّة على الكراهية وعلى رفض فهم الآخر
كنت أحاور قريبًا لي ممّن يتصيّدون المعارف الغريبة، وإذا هو يتلو عليّ الآية الكريمة: (ولَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنينَ) سورة الأعراف/ آية (130) ليؤكّد أنّ السّنة تكون للشرّ، والعامُ للخير، محاولًا تأييد رأيه بقول القرآن الكريم في إقامة نوح (عليه السلام) في قومه: (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إلاّ خَمْسينَ عامًا) سورة العنكبوت/ آية (14) زاعمًا أنّ الخمسين عامًا المستثناة هي أعوام الخير. واستحضرت في تلك اللحظة الجدل الدائر حول هذا الموضوع، ولاسيّما على صفحات الإنترنت، وتذكّرت أنّ بعض الصحف اللبنانيّة، وربما غير اللبنانيّة
تقول اللغة: رام الشيءَ يرومُه روْمًا: طلبه، فهو رائمٌ، وروّام. يقال: هم رُوّمٌ له، غيرُ نُوَّمٍ عنه. قال ابن فارس: «الراء والواو والميم أصل يدلٌ على طلب الشيء». وقال امرؤ القيس يتغزل: وبيضةِ خِدْرٍ لا يرامُ خِباؤُها تمتّعْتُ من لهوٍ بها غيْرَ مُعْجلِ
حضر إلى القاهرة 22 عالمًا من أهم المتخصصين في الدراما والدراسات الكلاسيكية اليونانية واللاتينية من مختلف جامعات العالم، للمشاركة في مؤتمر تاريخ الدراما، الدكتور هناء عبدالفتاح قدم بحثًا حول المسرح المصري بعد ثورة 25 يناير، وفيه استعرض حال الدراما في مصر بعد ثورة 25 يناير، آملا في الوصول إلى ديمقراطية التعبير عبر الدراما والمسرح، وفي بحثه توصل إلى أن الدراما والمسرح - وهما صنوان غير منفصلين - لا يمكن أن يكون لهما وجود وازدهار دون ديمقراطية حقيقية وحرية تعبير
بدأت قصتي مع مجلة العربي وأنا طفل صغير في سنواتي العشر، حيث كان لعمي الصيدلي مكتبة عامرة بمختلف الكتب, ألقيت نظرة خاطفة على المكتبة فوقعت عيناي على مجلة جميلة تناولتها وقلبت صفحاتها وأعدتُها إلى مكانها. كنت أتوقع أني سأنسى المجلة بعد تلك الدقائق ولم أعرف أني سأقع في حبها (أجل أحببتها).. كان والدي - رحمه الله - رجلاً كاسبًا بسيطًا يشتريها لي كل شهر حتى أنهيت المرحلة الإعدادية، وكنت أتهيأ لدخول الجامعة, حصل الغزو الصدّامي الهمجي للكويت الشقيقة ففارقت المجلة بحكم الظروف التي حصلت وفارقتها سنين طوالاً وكدت أنساها بحكم الزمن
روى المؤرخ العربي الكبير الراحل الدكتور عبدالعزيز الدوري في حفل تكريمي أقيم له في عمّان قبل رحيله بسنوات قليلة، أن زوجته قالت له مرة: «ليتك أوليت اقتصاد المنزل ما أوليته لاقتصاد العرب في التاريخ». كانت الزوجة تشير بذلك إلى كتابات متميزة لزوجها حول الجانب الاقتصادي في التاريخ العربي، بدأها باكرًا بأطروحته لنيل الدكتوراه من جامعة لندن عام 1942 وكان موضوعها «تاريخ العراق الاقتصادي في القرن الرابع الهجري»