العدد (438) - اصدار (5-1995)

لبنان الدرس العربي الباهظ الثمن محمد الرميحي محمد الرميحي

قضيت خمسة أيام في لبنان، ولم أزر لبنان منذ خمسة عشر عاما، وكنت أعرف لبنان ما قبل الحرب الأهلية التي تفجرت سنة 1975، وكنت أتابع المأساة اللبنانية، كعربي، من بعيد. فقد كانت نار الحرب الأهلية اللبنانية لا تسمح لأحد بالاقتراب، ولبنان بالنسبة للبناني هو كل الدنيا وبالنسبة للآخرين هو وطن صغير هناك عند ساحل البحر الأبيض المتوسط تكتنفه الصعوبات وهي ليست أكبر أو أصغر من صعوبات عديدة تكتنف العديد من الأوطان خاصة في هذه الفترة الصعبة. لبنان بالنسبة لي ليس بالضرورة كما يراه اللبناني وليس بالضرورة كما يراه الآخرون ولكنه منزلة بين المنزلتين.

معركة الأقنعة فهمي جدعان فهمي جدعان

إنه لمن الغفلة بمكان أن نزعم أن النفاق في حياتنا هو اليوم أكثر أو أقل مما كان عليه الحال في العصور التي خلت. ولكن الظاهرة تفاقمت في جملة قطاعات حياتنا بحيث أصبحنا نقبل دون دهشة أو استغراب جميع أنواع النفاق التي نشهدها,أريد بهذا القول الذي لا أبتدع فيه شيئا من العدم أن أتابع ما وطنت نفسي عليه منذ عهد من بذل الوسع في كشف الغطاء عن بعض وجوه أفعالنا التي لم يعد واقع الأحوال يأذن بإغماض العين عنها أو بالمرور عليها مر الكرام. وذلك مرافقة لما استقر عندي من الاعتقاد بأن المسألة لا تكمن في العقل وحده

التنمية والتخصيص والمعوقات عامر ذياب التميمي عامر ذياب التميمي

على مدى نصف قرن ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية شهد العالم استقطابات متعددة منها السياسي والاقتصادي والفكري.. وقد تركز الصراع بين المدرستين الرأسمالية والاشتراكية بشكل أساسي، وادعت كل مدرسة جدارتها المعنوية.. وقد تبع كل مدرسة مريدون في مختلف دول العالم، سواء في الدول الصناعية أو الدول النامية.. لكن تجارب السنوات أو العقود الماضية أكدت أنه ليس هناك من جدوى للادعاء بصحة الموقف الدوغمائى، حيث إن طبيعة الحياة تتطلب المرونة الفكرية بعد أن ثبت أن تطورات على المستويات التكنولوجية والفكرية والعلمية

خصوصية الثقافة.. في مواجهة الثقافة الكونية مسعود ضاهر مسعود ضاهر

تناقلت وكالات الأنباء العالمية ثم نشرت الصحافة خطاب الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران في مؤتمر الفرنكوفونية الذي انعقد في باريس في نوفمبر (تشرين ثان) 1991 م. وقد لفت الانتباه تشديد الرئيس الفرنسي على مخاطر الهجوم الشرس الذي تشنه الثقافة الكونية على الثقافات المحلية وتهدد بزوالها. وذلك يطرح تساؤلين منهجيين كبيرين:الأول: أن التنديد بالثقافة الكونية ذات النزعة الاستهلاكية الواضحة يأتي من رئيس دولة أوربية ذات حضارة عريقة، وفرضت لغتها الفرنسية، بالقوة في غالب الأحيان، على كثير من شعوب العالم الثالث