العدد (436) - اصدار (3-1995)
هيئي للشمس يا غازلة الألوان فيئا
كـان الإعلاء من شأن "القلم" إعـلاء من شأن الكتـاب، وتحويلا لـه إلى رمز دال على أهميـة الكتـابـة، في مجتمع وصل إلى أفقـه المديني المناقض لـلأفق البدوي، واستهـل مسيرتـه الخلاقـة في الحضارة الإنسـانيـة التي تنبني على معنى التعـاون والتـواصل. يقول الجاحظ: ليس في الأرض أمة بها طرق (قوة) أو لها مسكة (عقل)، ولا جيل لهم قبض وبسط، إلا ولهم خـط. فأمـا أصحـاب الملك والمملكة، والسلطان والجباية، والديانة والعبادة
الأعشى كنيته أبوبصير واسمه ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل وينتهي نسبه إلى قبيلة بكر بن وائل ثم بمعد بن عدنان. ولد في اليمامة وطوف كثيرا في أقاليم الجزيرة العربية والحيرة والشام، ولقب بالأعشى لضعف إبصاره في الليل، وكان يسمى صناجة العرب لجودة شعره وتغنيه في إلقائه. وسئل يونس النحوي من أشعر الناس قال لا أومئ إلى رجل بعينه، ولكني أقول امرؤ القيس إذا ركب والنابغة إذا رهب وزهير إذا رغب والأعشى إذا طرب.
يرتفع الزئبق . . يرتفع . . يرتفع . . ثم ينزل ببطء . . ببطء ، ثم بسرعة في نهاية المقياس . . يزيل الحزام الضاغط ، والسماعة من أذنيه قائلا :
عاج الشقي على الخمار يؤنسه
هبطوا صباحا من منازلهم وهاموا
كانت صحيفة الصباح "ايفلين اليومية" قابعة في الممر المؤدي إلى ردهة المنزل. عـادة ما يبدأ صباحي هكذا بالتقاط الصحيفـة من الممر. رمقتها بنظرة سريعة وأنا أغلق الباب. تتوسط الصفحة الأمامية صورة كبيرة لمجموعة من الراقصين وهم يتقافزون عاليا في الهواء. فوق الصورة تعليق يقول "إنهم يحلقون. في دروس الباليه يتم تدريب الراقصين على أصول الرشاقة الكاملة. الاثنين. بعد الظهـر. قاعة هاليسي. خبير الباليـه فرانسوا مارتين.
ثمة جيل من الكاتبات العربيات الشابات، يسهمن الآن بمشاركات بارزة في حقل الرواية العربية. والكاتبة سلوى بكر في روايتها هذه، مناخ السجن كفضاء روائي تحرك فيه بطلات روايتهـا. لقـد "ذهبت" سلـوى بكر زمنـا محدودا إلى السجن، وخـالطت عددا من السجينـات، وشكلت هذه الرواية الجميلة، دون أن تتبنى - فيما يخص هاته النسوة- موقفا مسبقا، كالحكم بخيرية المجتمع، وشرود الفرد أو شـذوذه