العدد (642) - اصدار (5-2012)

ملف: شوقي بزيع.. صراخ الأشجار السعيد موفقي

تشكّل الذات لدى كثير من الشعراء المعاصرين محورًا أساسيًا، والتعبير عنها يرتبط بعلاقات إنسانية عميقة بعيدة عن أنا التضخم «برونيا»، فصياغتها كتجربة تتطلب نباهة وحسًا مرهفًا وذكاء لغويًا حيًا بما يمتلكه من أدوات وأفكار، ولذلك فإن الشاعر الذي يبحث عن الآخر من خلال ذاته يدرك من الحقائق ما لا يدركه بغيرها، يكتشف ذوات الآخرين عن قرب ويستلهم منها مادة إبداعية مهمة، تتصل بعمقه النفسي والاجتماعي والتاريخي, بعيدًا عن التكلف والابتذال

ملف: شوقي بزيع.. الذات / المعرفة / الكونية منصف الوهايبي

إن مقاربة أي نص شعري عربي حديث أو معاصر، تقتضي عودة إلى المدونة الشعرية العربية الحديثة التي برحت مداراتها المألوفة منذ الثلث الأول من القرن الماضي، وشوقي بزيع ليس مقطوعًا عنها، بل هو يحاورها وبداخلها في غير قصيدة من قصائده، وهو المطّلع عليها اطلاعًا جيدًا. أقول هذا رغم أن مقاربتي لا تنضوي بأية حال إلى «تاريخ الأدب». ومثل هذا «التاريخ» مسألة خلافية عند المعاصرين، ولم يعد من السائغ السير في ركابه، مهما تحوّط له صاحبه, إذ من شأنه أن يحجب عنا تفرّد النص أو فرادته

ملف: شوقي بزيع.. مدن الآخرين صلاح فضل

قاربت تجربة شوقي بزيع نقديًا أكثر من مرة، ولفتني فيها دائمًا نضج هذا الرحيق الشعري المعسول، وهو يكاد يتخمّر فيها فيسكر قراءه حتى يلهيهم عن نبرته المفتونة بذاتها، وهي تراود الآخرين على عشقها، وتسكب في عروقهم شهوات اللغة وصبوات الحياة وجنون الجمال المكتمل، المكتفي بنفسه. وعندما أهداني مجموعته الأخيرة «مدن الآخرين» تورط في البوح لي قائلاً: «كل ما هو ممتلك لا يعوّل عليه، لذلك فإن مدن الآخرين، كنساء الآخرين، هي التي تهيئ للرغبات غير المتحققة أكثر الحسرات صلة بالكتابة» وأشهد أنه بذكاء نفاذ