العدد (432) - اصدار (11-1994)

المثقفون فهمي جدعان فهمي جدعان

من بين المشاهد المثيرة التي تعرضها علينا اليوم تحولات العصر مشهد مهيب لقرن - أي لجيل - من الناس يدخل في النفق ولا يعلم أحد إن كان سيقدر له اجتيازه أم أنه سيعتبر بعد حين في عداد المفقودين أو المنقرضين. ذلك هو جيل حملة الثقافة، أو المثقفون. وقد مضى حين من الدهر كان هذا الجيل فيه محط الأنظار ومعقد الآمال. لكن الأمور الآن لم تعد مثلما كانت عليه في العقود السالفة. والثقافة التي كان هؤلاء المثقفون يبثونها قد طالها وطال أصحابها ما يؤذن بانتهاء الأمور إلى ما لا تحمد عقباه. وللمثقفين أنفسهم اليد الطولى في هذا الذي نشهده مما يجري أمام أعيننا.

الكسندر سولجينيتسين فالح الحمراني فالح الحمراني

عاد الأديب، والمفكر والمؤرخ الروسي الحائز على جائزة نوبل للأدب الكسندر سولجينيتسين إلى بلاده بعد أن أمضى عشرين عاما في منفاه الاضطراري. ومثل ترحيله أثارت عودته ضجة إعلامية واسعة. واستقبلته روسيا بحفاوة البطل القومي. وصفه رجال فكر بأنه "ضمير روسيا الحي " ووقف آخرون موقف اللا مبالاة منه، بل ربما العداء أيضا. لهذا كان كاتبا يثور من حوله الجدل ويستحق إلقاء الضوء على أعماله.عوالم روايات سولجينيتسين مستقاة من أجواء المعتقلات ومعسكرات العمل الإجباري التي أقامها النظام الستاليني لمعاقبة المنشقين والمشكوك بولائهم للسلطة.

أحوال الديار سعدية مفرح سعدية مفرح

تتسيج تجربة عبدالعزيز مشري القصصية بحدين يبدوان في ظاهرهما متناقضين، وهما في الحقيقة عرضان لموقف نفسي واحد، أحدهما التوتر والآخر الهدوء!. وإذا كانت أعراض التوتر تتجلى واضحة في سياق القصة الواحدة مقارنة لها بمثيلاتها من القصص الأخرى، فإن أعراض الهدوء تبدو أكثر وضوحا في سياق التصاعد الدرامي للقصة الواحدة ذاتها.وفي مجموعته القصصية الجديدة " أحوال الديار" الصادرة أخيرا عن النادي الأدبي الثقافي في جدة بالمملكة العربية السعودية يؤكد عبدالعزيز مشري، وبإصرار عفوي

لسان النار صلاح عبدالسيد صلاح عبدالسيد

وجاءني عبدالرحيم.. لم أكد أضع أول لقمة في فمي حتى جاءني عبدالرحيم.. دق الباب بكلوة يده فأثار الغبار في الحجرة.. فلما فتحت الباب وجدته واقفا يلهث. أدخل يا عبدالرحيم لم يكن يلهث بالضبط، لكنه كان يشخر، وكان قاطعا للنفس... أدخل وقال كلمته التي يقولها في كل مرة - لماذا تسكن قرب السماء؟ فقلت له الذي أقوله في كل مرة - لكي أكون قريبا منها..فقال وهو يجلس: أبوك يريدك فقلت: ما الذي حدث؟ سعل: يريدك.. يا عبدالرحيم؟!!