العدد (430) - اصدار (9-1994)

المتنبي ليس شاعرا راشد المبارك راشد المبارك

نال المتنبي شهرة لم ينلها سواه على مدى قرون. والبحث هنا عن سبب هذه الشهرة في امتدادها الزمني والمكاني .. أهو مصادفة أم قدرة الذات؟، وكيف يمكن الوصول إلى معرفة النبوغ الذي بلغ به إلى مكانته؟. لم يقصد بهذا العنوان وما سيندرج تحته من حديث الاستثارة لما يبدو فيه من مخالفة لما ألف كثير من الناس أو عرف، ولا الاستنفار للدفاع عن حرم أحل أو مقدس وضع موضع النقد أو التجريح. كما أن كاتبه لا يرضى لنفسه أن ينحدر إلى نوع من فجاجة يمليها مرض حب الظهور للذات بطلب المبارزة، ولكن ذلك كله لا يجيز عنده أن يكف نفسه عن التعبير عن فهم ظهر له، أو رأي تراءى له حقيقة، أو منطويا على قدر منها.

حوار الكائنات جابر عصفور جابر عصفور

من الكتب التي قرأتها عن شعرنا القديم وشدتني إليها كتاب صلاح عبدالصبور "قراءة جديدة لشعرنا القديم "، جذبني إليه تواضع صاحبه وبساطته في العبارة، والألفة الساحرة التي يقيمها مع قارئه، خصوصا حين يعرض على هذا القارىء تجربته، من حيث هو عاشق للشعر العربي القديم، عاشق أحب هذا الشعر كأنه جذوره الممدودة في الأرض، فصدر عنه فيما كتب، وطمع أن يستوعب أصفى تقاليده ليعرضها على مرآة عصره، هذا العاشق المتميز لم يستهوه كبار الشعراء في تراثه لشهرتهم

سرقة امرأة وحيدة نعمات البحيري نعمات البحيري

عقد الفضة الذي خرجت به يده من عمق الدولاب هو غلة هذا النهار منذ بدايته. بدا له العقد القديم مثل صفقة فكتم غيظه وتحرك وسط ركام الفوضى التي أحدثها دأب بحثه في حجرة النوم، واتجه نحو مرآة التسريحة القديمة، وبقلم أحمر شفاه عتيق كتب كلاماً بذيئاً.تكبد شهرا وأكثر وهو يراقب المرأة، حاسباً الوقت والزمن عند خروجها وعودتها وحسابات أخرى.كان يترصدها وهي تسير بمفردها لمسافات طويلة كي تجد سيارة عامة في منطقة آهلة بالبشر

حلم على نهر محمود كساب محمود كساب

تكمن أهمية جار النبي الحلو- ككاتب قصة قصيرة في المحل الأول في أنه تمكن من تأسيس عالمه القصصي بأحلام المهمشين في مدينته الحبيبة المحلة الكبرى في مصر، بله كرس معظم نتاجه من أجل التعبير عن عوالمهم وحياتهم وأمانيهم في الانعتاق من التكدس والفقر وعفن الهواء والضجيج والقهر بكل أنواعه. لذا فأنت لا يمكنك أن تقرأ قصصه القصيرة التي ضمتها مجموعاته الأربع: " القبيح والوردة 1984 "، " طعم القرنفل 1986 "، "الحدوتة في الشمس 1989 "، و"طائر فضي 1990" دون أن تكون على دراية بعالم الفقراء والمعوزين

أفكار عصفور كناريا خليل كلفت خليل كلفت

روى رجل اسمه ماسيدو، وكان له ولع بعلم الطيور، لبعض أصدقائه، حادثا خارقا للعادة حتى أن أحدا لم يأخذه مأخذ الجد. ووصل بعضهم إلى حدّ الاعتقاد أنه فقد عقله. وإليك ملخصاً لروايته:في بداية الشهر الماضي، بينما كنت أسير في الشارع، مرقت بمحاذاتي عربة وكادت توقعني على الأرض. وتفاديت ذلك بأن خطوت بسرعة جانبا إلى داخل محل سلع مستعملة. ولم يحرّك لا صخب الحصان والعربة ولا دخولي صاحب المحل، الذي كان يغفو جالسا على كرسي "تطبيق " في القسم الخلفي من المحل.

الشعراء وعوامل الإبداع الفني حالة الشاعر الألماني "شيلر" عزت قرني عزت قرني

نقول إننا نتحدث هنا إلى هؤلاء الشعراء، والفنانين بعامة، الشبان الذين يتساءلون عن عوامل الإبداع، من أجل أن يوفروا لأنفسهم الحد الأقصى منها. ونستطيع أن نتحدث الحديث النظري عن عوامل الإبداع، ولكنه سيظل حديثا مجردا، ونستطيع أن ندلهم إلى القراءة عن حياة الشعراء والفنانين ليأخذوا منها العبرة، وإن كانوا في هذه الحالة سيتركون لأنفسهم بغير هداية. لهذا، فإننا سنلجأ في هذه السطور إلى المزاوجة بين بعض الإشارات النظرية إلى عوامل الإبداع وبين التطبيق على حالة شاعر ألماني عظيم