العدد (429) - اصدار (8-1994)
بقيت الهضبة الإثيوبية في عزلة عن العالم قرونا عديدة بسبب موقعها الجغرافي الذي لم يجرؤ على اختراقه إلا القليلون، وهي ذات مساحة شاسعة تقع عند ما يسمى بالقرن الإفريقي، لا تبعد عن خط الاستواء إلا قليلا، مما يجعلها تجمع بين اعتدال الجو والشمس الساطعة معظم أيام السنة، وهي بلاد ذات تاريخ مشهود موغل في القدم، تحتضن شعوبا وقبائل مختلفة الأعراق واللغات والديانات، فالإسلام والمسيحية يعيشان معا إلى جانب عدد آخر من الديانات الإفريقية المختلفة
كما المدن، لها قلب، وضواح وأطراف. حضر، وريف.. لكن بمواصفات أخرى، فهنا ضاحية الإلكترونيات، وهناك ضاحية الذرة. وتتعدد فيها الضواحي: للكمبيوتر، والفلك، والكيمياء، وعلوم الفضاء، والبيئة. أما عند أطرافها، فقرى للشمس ولاستزراع الأسماك،وعلاج النخيل. إنها المدينة التي طال غيابها بين مدننا العربية، تولد، وتنمو، وتثير الدهشة لدى المتجول بين أرجائها، وتعيد طرق الأسئلة(13)