العدد (429) - اصدار (8-1994)
لعل السؤال الذي يقض مضجع أي عربي هو: أما من وسيلة تمكننا من التحرك إلى الأمام لمواكبة حركة الأمم المتحضرة؟ إنهم يركضون ركضا بينما نقف نحن عاجزين نكتفي بالتأمل أحيانا وبالتحسر في معظم الأحايين. ما من فرد يتصف بقليل من الوعي إلا ويشعر أننا واقفون في مواقعنا التي وصلنا إليها منذ تخلصنا من سيطرة الأجنبي المتمثل في العثمانيين والإنجليز والفرنسيين والإيطاليين
سعدت أيما سعادة بالحوار الذي بدأه الدكتور محمد عمارة حول بعض المفاهيم والمصطلحات الأساسية التي استخدمتها في مقالتي عن "المقاصد الكلية للشريعة"، وقبل أن أدخل في حوار معه حول "تحرير مضامين المصطلحات "، أحب أن أبرز نقطة الاختلاف الأساسية التي أخشى أن تجعل من الحوار "حوار طرشان" حسب تعبيره. نقطة الاختلاف الأساسية تكمن في حقيقة هذه "الازدواجية/ الثنائية" التي يفترض البعض وجودها بين تيارين فكريين يمثلان قطبي النهضة في تاريخ هذه الأمة قديما وحديثا