العدد (428) - اصدار (7-1994)

التلفزيون وتشكيل سلوك الطفل جمانة رشيد شومان جمانة رشيد شومان

ويعتبر التلفزيون من أخطر الوسائل الإعلامية، لأن تأثيره يفوق تأثير الوسائل الإعلامية الأخرى، حتى لقب "بالوالد الثالث" الذي يحتل مرتبة مهمة في الأسرة، تلي مرتبة الأب والأم، وهو ليس ضيفا دائما على الأسرة فحسب بل هو مشارك في مسئولية إعداد وتربية الأطفال. ولأن العقل الإنساني يبدأ طريق المعرفة بالدهشة، فإن دهشة الأطفال بهذه الوسيلة الجذابة "التلفزيون" لا تنتهي، ومع استمرار الدهشة يتقدم عقل الطفل إلى مراحل التقليد والتعلم إلى أن نجد الطفل في النهاية وقد تشكلت شخصيته وثقافته، والتلفزيون هو العامل الرئيسي المنافس لدور الأهل والمدرسة في هذا المجال

مساحة ود أبو المعاطي أبو النجا

كان آخر العنقود في أسرته، وأخذ نصيبه كاملا من مزايا اللقب وعيوبه، وربما بسبب ذلك الوضع التاريخي، كان الوحيد في الأسرة الذي سمحت له الظروف بأن يستكمل دراسته الجامعية، بينما لم تتجاوز أخته الكبرى مدرسة القرية، فكان من الطبيعي أن تتزوج من ابن العم الفقير، وتعيش حياتها معه في القرية يزرعان قطعة الأرض التي ورثتها عن الأب، ولم يتجاوز أخوه الأكبر شهادة "البكالوريا" التي أهلته لكي يعمل مدرسا في مدرسة القرية في أول النهار، وأن يشرف على نصيبه ونصيب بقية الأخوة "الذين تفاوتت حظوظهم في التعليم والعمل" من الأرض التي تقاسموها جميعا بالميراث في بقية اليوم