العدد (428) - اصدار (7-1994)

عزيزي المحرر قاريء

.. طالعت في العدد 425 أبريل 1994 مقالكم "العودة إلى الله" والذي دار حول ظاهرة غاية في الأهمية تطرح نفسها بقوة على مجتمعاتنا الإسلامية، وأود أن أشير إلى أن انتشار هذه الظاهرة الغريبة عن مجتمعاتنا بين صفوف الشباب مرجعها أساسا تركيز الكثير من البلدان الإسلامية على التنمية الاقتصادية كهدف أسمى تسعى له بشكل أساسي وتجاهل التنمية الاجتماعية كركيزة مهمة من ركائز العملية التنموية تستهدف وضع حلول لمواجهة الظواهر السلبية التي تدفع إلى التطرف مثل الأمية والتخلف والفقر والصراع الاجتماعي بين طبقات المجتمع، وهو ما ينعكس على نزوع الشباب إلى التطرف واستخدام الإرهاب كأداة لمحاولة تغيير الواقع، ولننظر إلى الدول الرأسمالية التي حققت أعلى معدلات التنمية الاقتصادية

عزيزي القارئ المحرر

هذا الشهر، يوليو، بطبيعته ومسماه، يثير الشهية لمناقشة موضوع نظن أنه موضوع الساعة، وربما كل ساعة، ونعني به موضوع البحث عن هوية، فيوليو الذي ينتسب إلى اسم يوليوس قيصر، ويلتصق بكون صاحبه هو الذي أمر بمراجعة التقويم الجريجوري المأخوذة عنه الشهور الإفرنجية واسعة الانتشار وبارزة المعارضة من كثيرين بين الباحثين عن الأصالة والهوية سواء كان البحث غوغائيا أو حقيقيا وعميقا، ويوليو الحار بطبعه المناخي، كل هذا يوحي- ولو من بعيد- بملامح من قلق الباحثين عن هوية، ويذكر بأن مناطق كثيرة من البؤر الساخنة في العالم- والتي لن تهدأ سخونتها رغم حرارة يوليو- إنما مرجعها إلى هذا القلق في تحديد الذات، ابتداء من الأبجديات والتواريخ

أرقام محمود المراغي

"تحسنت الأوضاع، لكن الفقر ما زال مستمرا"، هذا ما انتهى إليه تقرير للبنك الدولي صادر في ربيع 1994، وهو تقرير يقول: إن أوضاع الفقراء قد تحسنت في 55 دولة من دول العالم، تضم "3.2" مليار نسمة.. أي نحو "60%" من سكان عالمنا كله، والتقدير عن العشرين عاما الأخيرة. سبقت التقرير أدبيات ودراسات كثيرة حول قضية الفقر، وخلال ذلك شاع المصطلح الدولي "تحت خط الفقر"، واعتبر البنك الدولي أن الذين يعيشون تحت خط الفقر المطلق هم الذين يقل دخل الفرد منهم عن " 370" دولارا في السنة.. أي نحو دولار واحد في اليوم..و.. ذلك بمقاييس عام 1985

واحة العربي محمد مستجاب

منذ وعيت على الدنيا والخفاش يتطاير ويلف ويدور في سرعة صاروخية أمام عيوني وفي ذكرياتي وفي عز نومي، وكنت- وأنا صغير- أخترق قريتي- ليلا ونهارا - دون وجل من كلاب أو دواب أو لصوص، لكني حين أصل إلى بيت مختار شلقامي يداهمني الاضطراب، والرعب أيضا، كان البيت خاويا شاهقا دون استكمال، ما يكاد الغروب يلمس حوائطه مستأذنا كي يحط الليل، حتى يبدأ هذا المشهد الذي يفح بالوطاويط غير المرئية، مجرد دوائر لا تكاد العين تراها حتى تتبدد، والصوت الشيطاني ينتشر في دفقات مثل الوخز، وكنت أتصور أن الأمر سينتهي بمجرد الانقطاع عن الموقع

جمال العربية فاروق شوشة

عندما نقترب من ميدان الشعر الجاهلي نجد القصيدة النموذج، التي احتذاها الشعراء على تعاقب العصور. ويلفحنا وهج الصدق الذي تنبض به القصيدة الجاهلية في عمقها وبساطتها، ومحدوديتها وشمولها، وفي نبرتها المنفتحة على الجماعة، والعامرة باحتواء الكون أصداء ورؤى وهواجس. وفي معلقة الأعشى، الشاعر المخضرم - أي الذي أدرك الجاهلية والإسلام، وكانت وفاته في السنة السابعة من الهجرة- يتألق الفن الشعري كما عرفه القدماء وصاغوا معالمه في "عمود الشعر"، وتنساب الموسيقى الجياشة التي بسببها سمي الأعشى صناجة العرب، الذي يطرب السامعين بأنغامه، ويجد فيه المغنون بغيتهم وضالتهم المنشودة

من شهر إلى شهر المحرر

كثير من الآراء المتضاربة تحيط بظواهر العلاج الباراسيكولوجية "الخارقة للطبيعة"، ومن بينها ظاهرة العلاج دون لمس، والتي يقف منها البعض موقف الإنكار ويقف البعض الآخر مؤكدا على جواز حدوثها. وفي محاولة للوصول إلى صورة واضحة ومفهومة عن حقيقة هذا "العلاج" قام الباحث في مجال العلاج النفسي "دانيال ويرت" بتجربة علمية على 44 متطوعا، وقام أحد الجراحين بعمل جروح صغيرة متماثلة الحجم والعمق والمكان في أذرع هؤلاء المتطوعين، وكانوا جميعا يمدون أذرعهم المجروحة في فجوات متماثلة داخل حائط على اعتبار أن هناك أجهزة تسجل الطاقة المنبعثة من أذرعهم في الجانب الآخر، وبينما خضع نصف المتطوعين - باختيار عشوائي - دون علمهم - لتأثيره "شافين"!!

إلي أن نلتقي أنور الياسين

جابر محمد إسماعيل، مواطن باكستاني عمره 30 عاما، والده يعمل "دهانا" في بلدية العين، في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو يساعد والده في إعالة أسرة تضم ثمانية إخوة وشقيقات. وبين يوم وليلة انقض الحظ على جابر، فكسب مبلغ مائة مليون دولار دفعة واحدة