العدد (427) - اصدار (6-1994)

تعليق المعلقات جابر عصفور جابر عصفور

إنها التركيبة الشعرية الإبداعية التي جسدت حضور النموذج الأصلي للشاعر في مجاليه الديني والدنيوي، وذلك على مستوى صياغة وعي القبيلة والصدور عنه، وتصوير رؤية العالم التي أنتجها سادة القبيلة الذين عبر عنهم شعراء المعلقات، وتمثيل المعتقدات التي جمعت بين السادة وغيرهم من أبناء القبيلة في تصور الكون من ناحية، ورابطة الولاء القبلي في تصور العصبية الجاهلية من ناحية ثانية، وكما اقتصرت المعلقات على إبداع السادة، من غير الصعاليك والأغربة والعبيد، فإن الذي انتخبها دون غيرها من القصائد

قطوف دانية أحمد السقاف أحمد السقاف

هو زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني ينتهي نسبه بمضر، وزهير هذا أحد الشعراء الثلاثة الفحول المتقدمين وهم: امرؤ القيس وزهير والنابغة الذبياني، وكانوا يفضلونه على شعراء الجاهلية، كما كانوا يفضلون الفرزدق على من كان في زمنه من شعراء العصر الإسلامي، وقد نشأ في نجد شأنه شأن كثير من فحول الشعراء الذين جادت بهم هذه البقعة من جزيرة العرب.وكان أبوه شاعرا وخاله شاعرا، وأخته سلمى شاعرة، وأخته الخنساء شاعرة، وابناه كعب وبجير شاعرين، وابن ابنه المضرب بن كعب بن زهير شاعرا

جسد..! سليمان الشطي سليمان الشطي

من العادات التي لحظتها على أمي هي أنها تفتح فمها بإنزال شفتها العليا والضغط على أسنانها لتسيطر على كلماتها وكأنها تقوم بتصفية لها، ونلمح أسنانا بيضاء لا تزال قوية ثابتة لا يشوب منظرها شائبة لولا الثلاث التي انكسرت أطارفها فتشرشرت بفعل حادثة قديمة. وحين تميل على من تحدثه تشفع ميلها بابتسامة معتذرة قالت ابنة جارتنا عنها بأن السماحة تطل من وجهها، ولم يتورع أحد الزملاء، حين حمل إلي رسالة عاجلة، من أن يقول لي عنها بأنها تمتاز بطلعة جميلة لا يخطئها الناظر إليها من بعيد، من المؤكد أنه لم يرها وهي تتحرك حيث يبدو الالتواء القديم في قدمها

من ذكريات الغوص.. إلى ذكريات الغزو سيد هويدي سيد هويدي

جاءت فكرة إنشاء نصب تذكاري لدولة الكويت في وقت كانت مؤسساتها تستكمل دعائم نهضتها الحديثة في كل المجالات، فقد كانت الفكرة ماثلة باستمرار في فكر صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير البلاد، لذلك ترجع فكرة مشروع إقامة النصب التذكاري بشكل فعلي إلى العام 1989، عندما استدعى سمو الأمير الهيئة الإدارية لجمعية المهندسين الكويتية بكامل أعضائها، حيث كلف سموه الجمعية بإعداد دراسة تهدف إلى تطوير فكرة إقامة النصب التذكاري، مع توجيهاته بأن تكون دلالاته الرمزية تعكس حاضر الأمة وماضيها وتستشرف مستقبلها.

مسألة تذوق سمير عبدربه سمير عبد ربه

كانت الشمس متألقة باتجاه الغرب، وكانت السحب الرقيقة فوق الأفق تبدو كالبيضة المنشطرة إلى نصفين، ويحدها اللون الأصفر المشرق، كان الولد الصيني واقفا يلهث بجوار الإناء الموضوع فوق النار وهو يقول: كان يجب أن يغلي الآن.كان الإناء متذبذبا فوق قالبين من الطوب وحجر ناعم، أشعلنا النار بحرص لنصنع القهوة، وها نحن ننتظر غليان الماء ونراقبه باهتمام شديد كما لو أن امرأة تنتظر ميلاد طفل.. امتلأ سطح الماء بالفقاعات وألقى الولد الصيني بعض القهوة في الماء وراح يقلّب الإناء، كان قصيرا ذا شعر رمادي مجعد ووجه كبير هادئ وتعلو ملامح وجهه مسحة من الصبر

الرحلة الأخيرة للسندباد أحمد غراب أحمد غراب

خريفية القلب لا تسأليني إذا جئتُ مثل الشعاع النحيلْ

علي شلش وتجربة ناقد عربي عبدالرحمن شلش عبد الرحمن شلش

إن حياة علي شلش (1935-1993م) تنطوي على تجربة خصبة غنية بالفكر والثقافة، والعطاء على مدى قرابة أربعة عقود من القرن العشرين الميلادي.ولقد قدّم في هذه التجربة الأدبية عطاء سخياً، في مقدمته أكثر من أربعين كتاباً في الإبداع القصصي، والنقد، والبحث والدراسة والتحقيق، والترجمة، وأدب الرحلات. هذه المؤلفات الغزيرة، تعكس ملامح في تجربة كاتب كبير ومثقف عربي، يمثل نمطاً راقيا من أنماط النقاد، يمتلك ثراءً واسعاً من المعرفة الإنسانية، وتفهماً واضحاً لدور الثقافة في بناء الإنسان، ورؤية شاملة للواقع العربي، وأمانة كبيرة في الطرح والتناول.