العدد (427) - اصدار (6-1994)

من أين يبدأ التقدم؟ خليل حيدر خليل حيدر

لا نريد أن نقف مطولا ولا أن نفكر في التفاصيل. لا نريد أن نناقش مستلزمات هذه النقلة النوعية الكبرى في مستقبلنا، وأغلب الظن أننا نحلم بأننا قادرون على أن نجمع بين جلستنا المريحة اليوم، وما يتحدث عنه المثقفون من تقدم وتطور.وينقل بعضنا تصوره الساذج هذا حتى إلى مستقبل انتشار الإسلام في العالم مثلا، فيعتقد أن مهمة المسلمين ستنتهي بهذه الغاية، وأن الهدوء الكامل سيعم العالم بعد ذلك، وينتشر في مجتمعات الدنيا كلها نوع من الاسترخاء الريفي الحنون.. إلى الأبد.

هل توجد دراما إسلامية؟ وليد إخلاصي وليد إخلاصي

مع رقي الفنون في العصور الإسلامية المتعددة، من عمارة وزخرفة وقصص فلسفية عالية المستوى وموسيقى وشعر، فإن أحدا من المبدعين، من عرب وغيرهم، من أقوام دخلت في نسيج الثقافة الإسلامية بتسليم أو إعجاب، لم يستطع أن يكتب بالشعر أو بالنثر شكلا مسرحيا يمكن لنا أن نقول إنه دراما مسرحية، وبمعنى آخر، إن الموضوعات الكبرى أو الأحداث الخطيرة أو الشخصيات العظيمة لا تكفي لصناعة المسرح، لأن التاريخ الإسلامي أصلا مليء بتلك الموضوعات والأحداث بل والشخصيات التي لعبت دورا في التأثير فيمن حولها وفي صنع التاريخ نفسه