العدد (426) - اصدار (5-1994)

إلي أن نلتقي أنور الياسين

حاتم طئ ذبح فرسه كي يطعم ضيفه، هذا ما تعلمناه في طفولتنا، وتعلمنا أيضا أن الكريم العربي لا يوفر أغلى ما يملك، وهو الحصان أو الفرس من أجل إكرام الضيف. وعلى ما يبدو فإن أحفاد حاتم طىء قرروا تحويل تراث جدهم إلى وكالة تجارية لبيع لحوم الخيول معلبة.. وبأرخص الأسعار لإكرام.. الزبائن. هذا ما طالعتنا به تصريحات أحد أو بعض المسئولين في الجمعيات التعاونية في الكويت، الشهر الماضي

من شهر إلى شهر المحرر

علماء مكافحة ومنع الأوبئة في الولايات المتحدة لا تنقصهم الشجاعة، فهم يتعاملون بانتظام مع البكتيريا والفيروسات التي تسبب أمراض الإيدز والجدري وحمى "إبولا" وغيرها من الأمراض التي لم يعرف لها علاج بعد، ولكن هناك اختبارا واحدا لا يقومون به، وهو محاولة التعامل مع الحامض النووي "D.N.A" الدائم التغيير للجراثيم العنقودية "staphylococcus" تلك التي تعيش في جلد وأنف حوالي نصف سكان الأرض، هذه الجرثومة يمكن أن تسبب تسمم الدم

جمال العربية فاروق شوشة

المتأملون في هذه القصيدة يقولون إنها أجمل قصائد الحب في الشعر العربي الحديث، وأكثرها شهرة وذيوعا. وهي شهرة ناتجة عن كونها صيحة جديدة في عالم التعبير الشعري عن تجربة الحب، بكل ما تحويه هذه الصيحة من جدة وأصالة، وإيقاع موسيقي متناغم، وإمتلاء بعالم من الصور الشعرية الفاتنة، والبناء الفني المحكم. تلك هي قصيدة "صلوات في هيكل الحب" التي أبدعها الشاعر التونسي أبوالقاسم الشابي، الشهاب الشعري الذي لم يكد يشع ويسطع ويكتمل نوره حتى اختطفته يد المنون وهو في ريعان الشباب

واحة العربي محمد مستجاب

الفيل حالة من الوداعة الضخمة الرقيقة، انسابت منذ العصور القديمة حتى وصلت إلى عصرنا المضطرب، يثير في النفس قدرا مذهلا من الاطمئنان حتى ولو شابت سيرته أحداث عنيفة دموية وغاضبة، ويكاد يكون الفيل هو الحيوان الوحيد الذي ظل مرتبطا بالدنيا القديمة - وسط إفريقيا وشبه القارة الهندية - دون أن يكون له مماثل أمريكي أو استرالي، وأثمن ما في الفيل - قبل الأخلاق - أنيابه، المصدر الوحيد للعاج

أرقام محمد المراغي

إن الطـول والقصر عنـد الإنسان، زيادة الوزن أو نقصليست مصادفة أن تشهد بعض مناطق العالم من نطلق عليهم كلمة "العمالقة" .. وليست مصادفة أن نطلق على آخرين عبارة الأقزام. صحيح أن هناك عوامل وراثية، ولكن ها هو تقرير أخـير للبنك الـدولي يقـول انه. بل الحياة والموت، كل ذلك يتصل بالغـذاء، ووفـرته أو نقصه، فسـوء التغذية وراء الكثير مما نتحدث عنه

عزيزي القارئ المحرر

لا شك أن أفضل طرق المعرفـة، تكمن في المواجهة لا الاختباء من احتمالات الحقيقة، بحلوهـا ومرها، لكننا نضيف أن السوية في المواجهة، هي الضمان الحقيقي للاحتفاظ بالود مهما كانت القضية، فكل شيء يمكن أن يقال بشكل لا يجرح، وهذا يتوقف على طريقة القول. والسخرية فن من فنون القول، لكنه فن للكبار، ليس فقط بالقـدرة على إبداعه، بل أيضا بـالقدرة على استيعابـه وفهمه، لأن ذلك يتطلب درجة متقدمة من الوعي بالـذات، والتمييز، والمحـاكمة العقلية

عزيزي المحرر قاريء

كم أنا معجب بمقالكم الشهري وما يقدمه من إثراء ذهني وثقافي عال ورفيع المستوى لقراء العربي وخاصة مقالكم "الرواية ذلك الفن المراوغ " بالعدد رقم 424 مارس 1994، الذي طاف وجال حول الرواية منذ مولدها وحتى احتضارها، وخاصة الجزء الذي تحدثتم فيه عن علاقة المرأة بالرواية تحت عنوان "والمبدعات يصرخن " فلا عجب أن كانت "الرواية هي تاريخ المرأة"، كما قال الشاعر روبرت مارت