العدد (423) - اصدار (2-1994)
ذكريات الأمس هبّت
وجعل يحدق في الشمس التي على الماء. يشد مطاط "المايوه"، ساتراً كرشه الصغير، ماسحا ثدييه الساقطين أعلى بطنه، وكتفيه المجعدين بجلد محتقن. يتلصص بعينين ضيقتين، تبدوان عاشقتين للحياة، لكنهما في حقيقة الأمر كليلتان بدرجة تبعث على الحزن
حبيبتي ... محرمة
ومترجم الأعمال الثلاثة هو نفس المترجم: د. عفيف دمشقية ولا شك في أن ألفة المترجم بعالم صاحبه، وطرائقه في التعبير، وقاموسه المفضل.. إلى آخره، تعينه على إجادة عمله، ولا شك أيضا في أن الدكتور دمشقية قد بذل جهدا كبيرا في هذا العمل، يجد القارئ بعض آثاره في رد المقتطفات المتضمنة في النصوص إلى أصحابها من المؤرخين والإخباريين العرب "في الحروب الصليبية"، وتدقيقه في رد رباعيات الخيام إلى أصولها "في سمرقند"، فضلا عن نصاعة أسلوب العربية، وعنايته باختيار اللفظة المناسبة، لهذا نال أعظم جائزة ينالها المترجم، وهي ألا يشعر قارئه بأنه يقرأ نصا مكتوبا بلغة أخرى
كلمات قليلة تعمد الكاتب اللبناني الأصل، الفرنسي الجنسية أمين معلوف أن يضعها في صفحة منفردة في نهاية روايته الأخيرة "صخرة طانيوس" التي فازت بجائزة جونكور في الأدب لعام 1993.. وهي أن وقائع هذا الكتاب مأخوذة تقريبا بالكامل من حادثة حقيقية، حين قتل البطريرك في القرن التاسع عشر على يدي أبوكشيش معلوف الذي هرب إلى قبرص مع ابنه. أما بقية الشخصيات فمن وحي الخيال
حوّليني لنسمة وبنفسج
رواية الحقبة، أو رواية المرحلة، هي تلك التي تهتم برصد ملامح التطور أو التغير الاجتماعي في فترة زمنية محددة، وهذا يعني أن الروائي يختار من الزمان الممتد تلك الفترات التي يحتدم فيها الصراع بين القديم الراسخ المتجذر بفعل الألفة والتعود، والجديد الطامح إلى اكتشاف الواقع، ونقده، وتوجيه حركة المجتمع إلى مستقبل أكثر أمانا وعدلا وجمالا. هذا النوع من الروايات عرفته الآداب الأوربية إبان ازدهار المدرسة الواقعية، أي حين كفّ الأديب عن الاعتقاد بأن الأدب خالد، وأنه يكتب لكل العصور، ولجميع الناس
ما من شيء عرقل قط الاحتفال بعيد الانتحار الوطني سوى نشوب الحرب العالمية الثانية، إذ كان يتم في كل ثالث من يناير منذ عام 1920، وإن كان المحتفل الوحيد به لسنوات طوال هو مؤسسة المدعو "شادراك "، ورغم أنه كان عند عودته إلى "مداليون" حسن المظهر، إلا أن تلفا أصابه من الداخل، فقد عصفت به أحداث عام 1917، وأذهلته عن نفسه بصفة دائمة حتى أن ذوي الميول الضيقة في المدينة وجدوا أنفسهم أحيانا يتخيلون ما كانت لا بد عليه هيئة الرجل قبل أن يمضي إلى الحرب بسنوات قلائل. لقد كان شابا غضا يكاد يبلغ العشرين ربيعا
لم أكن أقصد أن أبصر هذا الحزن في عينيك أو أسمع هذا الصوت يهمي بالمرارة