العدد (418) - اصدار (9-1993)
أقيمت في بلجيكا أخيرا مسابقة فريدة في نوعها تحت عنوان " قصائد حب". المشتركون في المسابقة زاد عددهم على 30 ألفا. وانتهت المسابقة بفوز "رامبو" الذي استطاع أن يغرد ما يزيد على 900 قصيدة حب ، خلال مدة قياسية لا تزيد على ساعة واحدة.و "رامبو" هو نوع من طيور "الكنار" المدربة على التغريد، وينحدر من سلالة "عاشقة" شاركت عل مدى المائة عام الماضية في هذه المسابقة السنوية وحصدت لأصحابها جوائز قيمة.
يلاحظ علماء لغتنا العربية أن العرب القدماء تفننوا في طرق ترديد الأصوات في الكلام حتى يكون له نغم وموسيقى، وحتى يسترعي الآذان بألفاظه، كما يسترعي القلوب والعقول بمعانيه، مما يدل على مهارتهم في نسج الكلمات وبراعتهم في ترتيبها وتنسيقها. والهدف من هذا هو العناية بحسن الجرس ووقع الألفاظ في الأسماع، بحيث يصبح البيت الشعري أو الجملة من الكلام أشبه بفاصلة موسيقية، متعددة النغم، مختلفة الألوانط يستمتع بها من له دراية بهذا الفن، ويرى فيها دليل المهارة والقدرة الفنية.
تعتبر اليد أخطر جهاز تنفيذي في الإنسان وبعض الأحياء الأخرى، وهي بأصابعها تختمر سماته الأساسية من جمال وشراسة ونظافة ونعومة وخفة وذكاء، تحدد المجال الجغرافي الذي يمكن للإنسان أن يعمل فيه، وعندما تصيبها العوائق تبدأ الأجهزة (الإنسانية) الأخرى في إعادة صياغة نفسها، وقد يقضي الإنسان عمره كله تحت وطأة إعادة الصياغة وستظل اليد العليا تعبيرا أثيرا عن النظافة والفضل والأخلاق الكريمة، وأخطر يد تلك التي تفتل أصابعها خيوط المشانق أو تشعل النيران أو تمتد إلى دمعة تمسحها من فوق خدّ محزون
تتراجع فكرة الحدود السياسية في العالم. قديما، كان ذلك يحدث بالقوة المسلحة، ومن خلال حركة الجيوش والغزوات. حديثا، يتم ذلك سلميا ودون إطلاق رصاصة واحدة. أحيانا بالسياسة، وأحيانا أخرى بالاقتصاد.وبينما يتفق علماء السياسة على أن مصطلح النظام الدولي الجديد لم يجد له ترجمة دقيقة حتى الان، وأنه لم ينشأ بعد، فإن إرهاصات هذا النظام تؤكد فكرة تراجع الإقليمية وسقوط الحدود السياسية في العديد من القضايا.
منذ نصف قرن على وجه التقريب، عرض العلماء الروس مشاريع الكمبيوتر - الذي كان في بداياته - على ستالين، فأشاح عنها واصفا إياها بأنها "ألعاب إمبريالية". وكانت هذه اللمحة من ضيق الأفق المستقبلي إيذانا ببدء الانهيار الكبير لإمبراطورية شيدت بناء هائلا، لكن أعمدته كانت مليئة بالفجوات، مما أهل لتداعيها فيما بعد، ونجم عن هذا التداعي انهيار كبير للبنيان الكبير. ومن بين الفجوات كانت فجوة اللحاق بلغة العصر، ولغة المستقبل: الحاسوب، الذي ظل نقطة الضعف في التكنولوجيا السوفييتية رغم تفوقها في مجالات عديدة.
رئيس التحريرمازالت الحرب الضروس ضد الإسلام والمسلمين تشعل نارها في شتى بقاع الأرض، وبشكل سافر لإخفاء فيه ولا حياء، وما حدث بالأمس في الأندلس يتكرر اليوم في البوسنة والهرسك.إن تلك الصور التي نشاهدها كل يوم والتي تقشعر لها أبداننا، بقدر ما تشير إلى ذلك الحقد الدفن الذي يوجه ضد الإسلام، تؤكد أيضا على مدى الضعف والمهانة التي وصل المسلمون إليها اليوم.