عندما ينظر المثقف العربي إلى التراث فإن هذا ليس بالمهمة الهينة؛ لأنها تحتاج إلى نظرة تتصف بالدقة والشمولية في آن واحد. ويتسم الكتاب الذي نقدمه بين يدي القارئ بهذا القدر من الأهمية والموضوعية.تشكل العلاقة بالتراث هما فكـريا لا تستطيع أن تتجاوزه أمة جادة ولا حضارة هادفة في أي فترة من فتراتها، وعلى نحو أخص في الفترات التي اصطلح على تسميتها بالميلاد الجديد Renaissance، ومن خلال تحديد لون العلاقة تستطيع الجماعة البشرية أن تراجع مجمل التجـربة التي خـاضتها أجيال الجذور

مكتبة الإسكندرية القديمة كانت جذرا للحركة العلمية المهمة حتى العصور الحديثة.. ورمزا فرض نفسه على أخيلة الناس على مر العصور الوسطى الإسلامية والمسيحية ومنارا لحركة النهضة الأوربية والإنسانية.. وهذا الكتاب يقد تلميذ أرسطو وهو الإسكندر الأكبر مؤسس المدينة التي حملت اسمه والتي نمت في ظل الدولة البطلمية وأصبحت واحدة من أعظم العواصم الثقافية والتجارية في العالم القديم.

"وهكـذا يا بني فالجميلـة عندما أطلت عليك في رؤياك، قـد سقتك من قـدحها البللوري. قد سقتك من الضـوء الذي سلته من قلوب الرجال، لتتوهج أنت فتستشف دروب غـابـات البحـار السحيقـة. لتصارع الوحش.. هناك.. هناك.. في عقر داره في الأعماق..".بمثل هذا التوهج مضمونا وأسلوبا يمضي المؤلف في استكشافه الإبداعي عبر سـت عشرة قصة قصيرة تنضح بهموم واقعه وتعكس خصوصية البيئة التي تتجلى في أسلوب الكـاتب ومفرداته ومرائيه.