العدد (415) - اصدار (6-1993)

إلى أن نلتقي المحرر

الحرية كلمة مقدسة، لا يوجد شعب على وجه الخليقة إلا وناضل من أجلها، ولا يوجد كائن ما كان إلا وتراه يجاهد بشتى السبل، ومختلف الوسائل من أجل أن ينال حريته سواء كان بشرا أم أيا من مخلوقات الله عز وجل، فها نحن نـرى الطير لا يكف عن الاصطدام بحواجز القفص الذي قيدنا حريته فيـه، محاولا إيجاد (مخرج) وها هو الأسد لا يكف عن الزئير عند احتجازه معلنا غضبه وسخطه، وها هي القطة تبرز مخالبها استعدادا للمعركة عند اعتراض بني البشر لطريقها، وها هو الإنسان أكرم المخلوقات يقدم روحه من أجل أن ينال حريته، فلا طعم للحياة من دون الحرية.

جمال العربية فاروق شوشة فاروق شوشة

من قديم، وعلماؤنا العرب يحاولون الكشف عن الصلة الخفية التي تربط بين اللفظ ودلالته، أي الكلمة ومعناها، بسبب اعتـزازهم بلغتهم، وإعجابهم بها، وحرصهم على الكشف عن أسرارها. من أطرف ما ذهب إليه بعضهم - في هذا المجال - أن الكلمة مهما قلبناها على وجوهها المختلفة - المشتقة من جذرها الأصلي - تشتمل على معنى عام مشترك.مثلا، كلمة (جبر) تتضمن في رأيهم معنى القوة والشدة مهما صنعنا من حـروفها (ج، ب، ر) كلمات ومفردات جديدة. يقال: جبرت العظم، أي قـويته بالمعالجة. وجبرت الفقير: أي قـويته وأعنته بالمسـاعدة. والجبروت: هـو القوة.

واحة العربي المحرر

وقفت كثيرا على حافة ساحة القرود، متحرجا من الكتابة عنها، لاسيما وأن المنطقة التي يقع فيها مسقط رأسي تحتوي على أضخم تمثال لقرد رأته عين، فقد كانت منطقة الأشمونين - وسط صعيد مصر - تعبـد إله الحكمة - ويمثله القـرد - في الأحقاب الوثنية، يراه السائحون الآن مدهوشين وعيونهم ترمش بإيقاع قـردي جميل، وربما تكـون هذه المنطقة وراء الحكايات والخرافات التي كثيرا ما تحيل أبناء الآمرين والخطاة والعصاة إلى هذا المسخ، مع أنها تخلو من الغابات الكثيفـة ونظرية داروين المرعبة.

أرقام محمود المراغي محمود المراغي

هذا رقم يستفز العقل ويدعو للتأمل والتفكـير، دلالته: أن الأرقام ليست دائما صادقة، وأن معناها قد يختلف باختلاف الزمان والمكان حتى لو كانت هي نفسها، دون تغير يذكر. وخطورته أنه يقول لنا: سوف يستمر العرب يدفعون أكثر ويأخذون أقل مادام البترول سلعتهم الأساسية في التبادل والتعامل مع العالم الخارجي.والقصة كما نعلم قد بدأت عام 1973 حين قلنا: "إن أسفـار البترول لا تعبر عن حقيقه قيمته، وإن البترول الرخيص عنصر تشجيع على استنفاد احتياطياته"، وقلنا: "إنه قـد حان الوقت ليسترد العرب ومنتجو البترول مكانتهم على خـريطة العالم الاقتصادية

عزيزي المحرر قاريء

أعجبني كثيرا مقالكـم بالعدد (409) "كـم هي سهلة وممتنعة .. تلك الديموقـراطية" .. فكم هو ممتع ومفيد حقا أن نعيد الكتابة عن الديموقـراطية وأن ينتشر الحوار ويتسع ويتطور.لقـد تطرقتم لهذا الموضـوع من كل جوانبه، منطلقين من إشكالية مفهوم الـديموقراطية من خلال الـواقع وتجاربـه، ومن خـلال بعض النماذج هنا وهناك. لذلك فإن لدي رجـاء وهو أن تقـوم " العربي " بتخصيص موضوعات أخـرى للحـديث عن الـديموقـراطية تستضيف فيها بعض الكتاب العرب المميزين، للمساهمة في إثراء هذا الموضـوع حتى تكـون ممـارستها في البـلاد العربية بعيدة عن الهوس الذاتي والطفرات الفردية، وحتى تكون هـذه المقـالات في المستقبل هي "دليل العربي إلى الديموقراطية".