العدد (414) - اصدار (5-1993)
الحديث عن ابن رشد هو الحديث عن العقل المهاجر، العقل الذي طردته الثقافة العربية الإسلامية، فتلقفته الثقافة الأوربية الناهضة، ومنحته الحماية، فأشرق بنوره في أنحائها وساهم في تبديد ظلمات القرون الوسطى. لم يكن من قبيل المصادفة أن يولد هذا العقل في بيئة الأندلس، ملتقى العوالم والتقاء الثقافات بعد التقاء اللغات والأديان. إنها البيئة التي أنتجت عقلانية ابن رشد وصوفية ابن عربي وإشراقية ابن طفيل.
الفن مع الإنسان منذ النشأة الأولى، وجميع ما نراه من مضامين ومن أساليب فنية قام بها الإنسان ولا يزال، جزء لا يتجرأ من تاريخه، بل ومن ثقافته وتراثه وعلومه، ويتشكل مع اختلاف المكان وتباين الزمان ويتغير بتغير الفكر وتنوعه واختلاف المشاعر والوجدان، حتى نستطيع أن نقول إن الفن بالنسبة للإنسان هو المقياس الحقيقي لرؤيته الشخصية والنفسية والحسية والنفعية والحضارية أيضا
مفكر معاصر من أشهر المفكرين الإسبان وأشدهم تأثيرا في بلاده، لا يعدله في علو الصيت وقوة التأثير سوى مواطنه المفكر الإسباني الكبير أورتيجا إي جاسيت. وكان كل منهما ينفر من صياغة أفكاره في مذهب أو نسق منظم، كما أن كلا منهما لا ينتمي إلى مدرسة بعينها أو إلى تيار فكري معين، وأن كان يغلب على كل منهما الاتجاه إلى الوجودية، وهي في أونامونو أجلى وأظهر.