العدد (765) - اصدار (8-2022)

لماذا اخترت هذه القصص؟ حنان بيروتي

من خلال مطالعتي ملف قصص المسابقة لاحظتُ سعي جيل الشباب إلى الانطلاق نحو عوالم جديدة من الإبداع القصصي بنتاجٍ يتفاوت في المستوى الإبداعي واشتمال النص على العناصر الفنية، وغِنى المعجم اللغوي وجدّة الفكرة، لكنه يشترك في التأكيد على أنَّ القصة القصيرة فن الحياة الذي لا يموت، وهو قابل للتجريب والتجديد والتجدد وتبوؤ مساحة لائقة به في ظلّ تسيّد الرواية المشهد الثقافي العربي، فرغم ما تواجهه القصةُ القصيرةُ من تحديات تتمثل في التوجّه العام للرواية والومضات القصيرة في زمن السرعة والشّاشات إلّا أنّها تثبت جدارتها واستحقاقها البقاء، وها هي الأقلام الجديدة تسعى إلى ترك بصمةٍ إبداعيةٍ شبابية مختلفة ونابضة بالتميّز، لأنَّ شرط الاستمرار هو السعي للتجريب مع الحفاظ على البنية الفنية لهذا الفن العريق؛ فالإبداع سفرٌ لا ينتهي، ويظلُّ القصّ جسرًا تعبُر فوقه الخيالاتُ والرؤى والأفكار ويمثّل زاوية أثيرة في النفس البشرية التي تميل بفطرتها إلى سرد الحكايات.