العدد (765) - اصدار (8-2022)

عند احمرار المواقيت محمد أبوالعزايم

مَدَدْتُ مِرارًا لهُ كفَّ سِلْمٍ... ولم يَمدُدِ ولي في ضجيجِ الحياةِ عدوٌّ أُهادِنُهُ... يعتدي ويُنهي الحروبَ لكي يبتدي!

عمار علي حسن بين المجاز السياسي وسياسة المجاز د. عيدة محمد أحمد

قد يكون من غير المألوف للساسة التوغل في مفاتن اللغة وفنونها؛ حتى وإن كانوا ممن يجيدون استخدامها والتعبير بها، ويتحرون الدقة فيها لدقة وحساسية الشأن السياسي، والحسابات الكثيرة المترتبة على السياسة أو التحدث فيها أو عنها أو حولها، ولكن أن يخوض كاتب وخبير في علم الاجتماع السياسي أعماق الفنون اللغوية ولا يكتفي باستخدام اللغة بمفرداتها كأدوات للتعبير عن رؤاه وأفكاره واتجاهاته فقط؛ بل يتخطى هذا للخوض في فنون اللغة والغوص بين مفاتنها ويأخذ بأحد أهم مباحثها البلاغية وفنونها - ويلقيها بين جدران السياسة، فكأنه يستحضر تمكنه اللغوي كأديب إلى جانب خبرته السياسية، فيجول تارة في الخيال السياسي - كما كان عنوان كتابه السابق - في ربط بين السياسة والخيال، وفي هذه المرة يزيد عمقًا في الإبحار في فنون اللغة ويلتقط فن المجاز ويضيف إلى السياسة، وهو ما فعله عمار علي حسن في كتابه الحالي «المجاز السياسي» (الصادر حديثًا ضمن سلسلة «عالم المعرفة» التي يصدرها المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب).

الحيّز الأسلوبيّ والموضوعيّ في القصيدة الدّيوان د. محمد محمد عيسى

كانت معلقات الشعر الجاهلي هي الصورة الأولى للمطولات الشعريّة العربيّة قديمًا، وجاءت المعلقة ذات موضوعات متعدّدة؛ فكانت السرديّة بكلّ عناصرها، من التقنيات البارزة والأساسيّة في قدرة هذا اللون على مواصلة الامتداد، والطول، وظلّ بناء القصائد العربيّة يتفاوت طولًا وقصرًا فيما أتى بعد ذلك من عصور الشعر العربيّ، غير أنّها جاءت ضمن دواوين الشعراء، لم تنفرد إحداها بديوان شعريّ. وقد طالت بعض هذه القصائد بشكل مبالغ فيه؛ حتى إنّ كثيرًا من كتب الأخبار قد ذكرت أنّ بعض القصائد قد تجاوز عدد أبياتها ألوفًا، وقيل إنّ لأبي رجاء الأسواني المصريّ الشّاعر (المتوفى سنة 1335هـ) قصيدة لا يعلم في الوجود أطول منها، وأنّه سئل قبل موته بسنتين كم بلغت قصيدتك إلى الآن؟ فقال: ثلاثين ومائة ألف بيت.

«طروس إلى مولاي السلطان» د. حسن عبدالله رشيد

تشكّل هذه الرواية، حلقة من حلقات الإبداع النسوي في منطقة الخليج العربي، والمبدعة الإمارتية سارة الجروان الكعبي قدمت عام 1992م، عددًا من إبداعاتها بدءًا برواية «شجن بنت القدر الحزين»، وأتبعتها بمجموعتها القصصية «أيقونة الحلم» ثم «رسائل إلى السلطان». في عام 2008م قدمت «طروس إلى مولاي السلطان - الكتاب الأول»، وقد حمل عنوان «الحرال»، بجانب أعمال أخرى لعل أبرزها رواية «عذراء وولي وساحر»... وحصدت من خلالها واحدة من الجوائز الأدبية في الإمارات.

شعرية المكان في القصة المغربية القصيرة قراءة في تجربة مبارك ربيع القصصية د. نورالدين محقق

للمكان أهميته الكبرى في تشكيل وعي الإنسان وتقديم صورة العالم إليه وفق زوايا النظر إليه، ولهذا المكان وقع مختلف داخل العالم التخييلي، وقد تجسد سواء في الشعر أو النثر بمختلف تجلياته، ونوعية حضوره. وقد تعددت الصور التي حضر بها المكان في هذا العالم التخييلي تبعًا لمدى قدرة المبدع على عملية تقديمه في العوالم الإبداعية التي يُشيدها، لكنه مع ذلك يمكن القبض عليه انطلاقًا من صورتين تتكاملان فيه، هما صورة المكان الفردي وصورة المكان الجماعي، وهو ما سنسعى للقيام به، ونحن نقترب ونقارب العوالم التخييلية التي شيدها بحنكة وبراعة الكاتب المغربي الكبير مبارك ربيع في مجاميعه القصصية، متخذين من المجموعة القصصية «من شرق...لغرب» نموذجًا تحليليًا لذلك.