العدد (766) - اصدار (9-2022)

تأسيس المملكة العربية السعودية بعيون «طوابعية» هدى طالب سراج

من المتعارف عليه أن التأريخ هو علم كتابة التاريخ، ونضيف أن الطوابعية هي دراسة الطَّوابِع البريدية وتاريخها ودلالالتها، وهي نافذة معرفيّة نفتحها اليوم لقراء مجلتنا «العربي». ويُعتبر الطَّابع البريديّ أداة من أدوات الدولة الإجرائية، وهو من أهمّ الوثائق الرسمية التي تصدرها وتحقّق لها سلّة من الأهداف المتشعّبة: مالية، إدارية، بريدية، تواصلية ودعائية. ومن وجهة النَّظر التاريخية، بدأ إصدار الطَّابع البريدي، ولا يزال، كدليلٍ إجرائيّ على استيفاء نقل البريد، لكنّه يحمل صورة وتشكيلًا ورموزًا غالبًا ما كانت مرتبطة بالدولة.

أَرْز شمال لبنان في كتابات الرحّالة (من القرن الـ 16 إلى الـ 19) د. أندره نصّار

في القرن السادس عشر انتقل الشرق إلى وضع جديد تمثل في انتصار العثمانيين على المماليك. وقد وصلت تردّدات هذا الحدث إلى أوربا، فأيقظت نوعًا من الفضول لمعرفة هذا الواقع المستجدّ، تمثل في عدد من الرحلات إلى الشرق، منها لبنان، نقلت إلى الغرب صورة مغايرة نوعًا ما لما ألفه في رحلات سابقة.

الرحّالة إيزابيل إيبرهارت في تونس مشاهدات وتأملات في الساحل الشرقي د. سميرة أنساعد

وُلدت الكاتبة الرحالة إيزابيل إيبرهارت بجنيف عاصمة سويسرا عام 1877، من أب مجهول، وتربت على يد معلمها الراهب الأرميني الأصل، الذي كان يدعى ألكسندر تروفيموسكي، فيلسوف متعدد اللغات. عاشت إيزابيل مع والدتها ناتاليا إيبرهارت، من أسرة أرستقراطية روسية ذات أصل ألماني، وتزوجت من جنرال روسي (بول دي موردر)، أنجبت منه ثلاثة أولاد، وقد تركت وطنها لتنتقل في مدن أوربية، منها جنيف، وباريس، أما إيزابيل فقد ولدت بعد وفاة زوج أمها الجنرال، وقد عاشت طفولة معقدة بسبب نسبها المجهول، فكانت انعزالية، ميّالة لحياة التصوف، وشغوفة بالانطلاق والحرية، عاشقة للصحراء والرمال، مقلّدة للرجال في لباسهم وتصرفاتهم، كثيرة المطالعة ومحبة للتعلم، فأتقنت اللغات الروسية والإيطالية والألمانية، والفرنسية، والعربية، والتركية، والقبائلية الجزائرية (الأمازيغية)، كما ساعدها معلمها ألكسندر في تعلم ركوب الخيل، وهي المهارة التي استثمرتها فيما بعد في تجوالها في قرى ومدن الجزائر.

فرح أنطون «أبو النهضة الفكرية الحديثة في المشرق العربي» سلمان زين الدين

منذ خمسةٍ وسبعين عامًا وصف الأديب اللبناني مارون عبّود مواطنه المفكّر النهضوي فرح أنطون، في مقال كتبه بمجلّة «الكتاب» القاهرية الصادرة في أكتوبر 1947، بـ«أبي النهضة الفكرية الحديثة في المشرق العربي». ومع حلول الذكرى المئوية الأولى لوفاة أنطون، أسمح لنفسي باقتباس هذا الوصف، وأتساءل مع كثيرين غيري: ما الذي جعل عبّود يمنح مواطنه هذه الأبوّة؟ وما مقوّمات الأبوّة الفكرية والثقافية؟ وهل الأخير مستحقٌّ لها؟ هذه الأسئلة وغيرها تتوخّى هذه العجالة في الإجابة عنها، بالعودة إلى سيرة الرجل وأعماله، ليبنى على الشيء مقتضاه.