العدد (768) - اصدار (11-2022)

دستور دولة الكويت وقفة بمناسبة مرور 06 عامًا على صدوره محمد الفيلي

السلطة ظاهرة لصيقة بالجماعة الإنسانية، وجودها أمر حتمي وتنظيمها أمر واجب لأنه يحقق قدرًا من الأمن والأمان لكل الأطراف، الحاكم والمحكوم، فكل منهما يعرف حدود حقوقه ومقدار واجباته. والدستور هو القانون الذي ينظم ظاهرة السلطة في الدولة باعتبارها أبرز صور الجماعات والكيانات السياسية. وإذا وقفنا أمام دستور دولة الكويت الصادر في 1962/11/11 وحاولنا أن نتأمل التجربة كي نصل إلى تكوين انطباع عن مدى نجاحها فإن التأمّل يقودنا إلى التفكير في أساس النموذج الذي انطلق منه صانع الدستور الكويتي عام 1962 وأهم ملامح هذا الدستور .

محمود الفلكي وخريطة الإسكندرية القديمة فتحي أبوعيانة

الإسكندرية مدينه قديمة يرجع تاريخ إنشائها إلى سنة 332 قبل الميلاد، بُنيت على أطلال مدينة أقدم عرفت باسم راقوده (راكوتيس)، وظلت عاصمة لمصر حتى منتصف القرن السابع الميلادي عندما دخلها عمرو بن العاص حاملًا لواء الإسلام، ونقل العاصمة إلى الفسطاط تلبية لرغبة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.

قصر البديع بمراكش أعجوبة الدنيا د. أحمد سوالم

كلما حاولت الكتابة عن تاريخ مراكش المغربية انتابتني الحيرة من أين أبدأ، وأين أنتهي؟ فكل شبر فيها تاريخ متحرك: أسوارها وأبوابها وقصورها ومساجدها وحدائقها وساحاتها وعلماؤها وأولياؤها وحكايات ناسها. وتزداد هاته الحيرة، حول ماذا سأكتب؟ هل سأكتب أكثر مما كتبه عبدالعزيز الفشتالي وعبدالهادي التازي؟ ما يجعلني في أحايين كثيرة أصرف النظر، وأنوء عن الكتابة عنها، معرفًا بمناطق أخرى من مغرب الحضارات والتعدد والغنى التراثي، لكن زيارتي الأخيرة إلى مراكش وقضاء أزيد من أسبوع متنقلًا بين مآثرها التاريخية شكّلا فرصة جديدة لإعادة الغوص في تاريخها وكشف خباياه، على أمل التعريف بها، كل على حدة.

من تاريخ لبنان (الموارنة - الجراجمة - المردة) د. طارق أحمد شمس

يُعتقد أن الموارنة هم الجراجمة أو المردة الذين عُرفوا في بلاد الشام منذ العصر البيزنطي، حيث ذكرهم البلاذري قائلًا: «حدثني مشايخ من أهل أنطاكية أن الجراجمة من مدينة على جبل اللكام ... فيما بين بياس ( قرب أنطاكيا) وبوقا (قرب حلب)، يقال لها الجرجومة، وأن أمرهم كان في أيام استيلاء الروم على الشام وأنطاكية إلى بطريرك أنطاكية وواليها، فلما قدم أبو عبيدة أنطاكية وفتحها لزموا مدينتهم وهموا باللحاق بالروم إذا خافوا على أنفسهم،... ثم إن أهل أنطاكية نقضوا وغدروا، فوجه إليهم أبو عبيدة من فتحها ثانية، وولّاها بعد فتحها حبيب بن مسلمة الفهري، فغزا الجرجومة فلم يقاتله أهلها، لكنهم بدروا بطلب الأمان والصلح، فصالحوه على أن يكونوا أعوانًا للمسلمين وعيونًا ومسالح في جبل اللكام، وألا يؤخذوا بالجزية، وأن ينفلوا أسلاب من يقتلون من عدو المسلمين إذا حضروا معهم حربًا في مغازيهم. ودخل من كان في مدينتهم من تاجر وأجير وتابع من الأنباط وغيرهم وأهل القرى في هذا الصلح، فسموا الرواديف لأنهم تلوهم وليسوا منهم. ويقال إنهم جاؤوا بهم إلى عسكر المسلمين وهم أرداف لهم فسموا رواديف، فكان الجراجمة يستقيمون للولاة مرة ويعوجون أخرى فيكاتبون الروم ويمالئونهم».

أحمد أمين يسدد الكثير من ديون التراث د. علاء الجابري

أرستقراطي الأخلاق، متواضع النشأة مع الظن بأصول كردية بعيدة، كان وفديًا في بداية حياته ثم أعرض عن السياسة بعدما ارتبطت بالتحيز إلى أشخاص متغيرين، وليس إلى المبادئ الثابتة. محايدٌ وقت الكتابة، حتى وإن لم يكن متعاطفًا مع المذهب الذي يكتب عنه، أو جاء مخالفًا لما يعتقده، متحيز لوجود أدب الشعب وداعيًا إلى تبسيط الفصحى وإن لم تخرج من يده وعن مقدرته، يحدوه النظر إلى الأمام حتى وقت كتابته عن الشعر الجاهلي فيرى «جنايته» على غيره من الأدب العربي حين ظل الكثيرون يعتبرونه مثلًا أعلى يقيده، لكنه وفيٌّ لتدريسه بمحبة كاملة، يُقدّر اللغات ويتعلمها متأخرًا، ويدعو إلى ترجمة الأدب العربي.

أبو العلاء المعري بين ظلمة البصر ونور البصيرة سلمان زين الدين

هو أحمد بن عبدالله بن سليمان بن محمد بن سليمان التنوخي، المكنّى بأبي العلاء، والملقب بالمعرّي. ولد في معرّة النعمان يوم الجمعة عند مغيب شمس آخر شهر ربيع الأول سنة 363 هجرية (خليل شرف الدين، ص 49)، وتوفي فيها يوم الجمعة بالنصف الأول من ربيع الأول سنة 449 هجرية عن ستة وثمانين عامًا (عمر فروخ، ص 22). وهكذا تكون الولادة والوفاة قد حدثتا في البلدة نفسها من الوطن، وفي اليوم نفسه من الأسبوع، وفي الشهر نفسه من السنة، في واحدة من المصادفات التاريخية النادرة.