العدد (771) - اصدار (2-2023)

ورددت الجبال الصدى حسان العوض

«القصة مثل قطار متحرك: أيًا كان المكان الذي ستركب منه، فإنك ستصل إلى وجهتك عاجلًا أم آجلًا» (ص104). جعل الروائي الأفغاني خالد حسيني قطاره الروائي الثالث يتألف من تسع عربات/ فصول. اختار أن يبدأ بحكاية يرويها صبور لولديه عبدالله وباري عن غول أجبر إحدى العائلات الفقيرة على اختيار أحد أبنائها ليأخذه معه وإلا سيأخذ كل الأبناء، وقد وقع الحظ على الابن الأصغر، الأحب إلى أبيه، الذي سيفقد لاحقًا كل رغبة في الحياة من فرط ندمه، فيقرر أن يذهب إلى قصر الغول ليقتله، لكنه سيكتشف أن ابنه مع الكثير من الأطفال يعيشون حياة رغيدة بهيجة، وعندما يخيره الغول بين ترك ابنه في القصر وإعادته معه إلى حياة الفقر والجوع يختار الخيار الأول.

النقد الثقافي... جدل السياقات! محمد عبدالباسط عيد

قد يكون علينا الاحتفاء بالترجمة العربية لكتاب فنسنت ب. ليتش «النقد الثقافي... النظرية الأدبية وما بعد البنيوية»، والذي ترجمه وقدم له هشام زغلول - المجلس القومي للترجمة القاهرة أغسطس2022م، نظرًا لأهميته في بابه، واعتماد المشتغلين بالنقد الثقافي في نسخته العربية عليه. وقد لا نختلف كثيرًا إذا قلنا بأن النقد الثقافي مجرد صيغة في مقاربة النصوص، ولكل صيغة خسائرها، كما أن لها مكاسبها، فلا توجد الصيغة المُثلى؛ وكل إستراتيجية قرائية موضع أخذ وردّ... وأحسب أن الحديث عن صلاحية صيغة ما للهجرة من سياقات المنشأ إلى غيرها من السياقات المختلفة هو حديث من الماضي، فما أكثر الصيغ الغربية التي نقلت إلى ثقافتنا فأثارت من الأسئلة بأكثر مما قدمت من الأجوبة، وما أكثر ما أربكت المشهد النقدي والثقافي بشكل عام! وهذا لا يعني أننا في غنى عن المعرفة الجديدة، بل يعني أن كل معرفة تحتاج نقاشًا موسّعا حولها، نناقشها في ذاتها أولًا ونناقشها في علاقتها بما يدور في واقعنا من أسئلة، وما نرجوه من غايات ثانيًا.