العدد (408) - اصدار (11-1992)
ما دام من حق الحاكمين أن يؤيدهم المحكومون إذا هم أحسنوا، فإن من حق المحكومين أن يعارضوا الحاكمين إن هم أساءوا؟!.. بل إن هذه المعارضة، عند الإساءة، هي من حقوق الحاكمين على المحكومين أيضًا. ولاة الأمور وحكام المسلمين هم نواب عن الأمة، فالسلطة الحقيقية الأصيلة هي للأمة، والحاكمون ليسوا بمعصومين، وكل بني آدم خطاء.. والخطأ في الولايات العامة أكثر وقوعًا من الخطأ في الشأن الخاص، وآثاره الضارة أكبر وأعم
ما الذي يحتاجه المسلمون الآن وهم يواجهون ما يعصف بهم من الداخل وما يُحدق بهم من الخارج؟ سؤال تقتضي الإجابة عليه تنقيبا في عمق الأرض التي أفرزت راهن المسلمين الآن حتى تصح أدوات السعي باتجاه الأفق الُمرتجى.ومن الأسباب حتى الوسائل يمضي بنا هذا المقال الرؤية. يحتاج مسلمو هذا الزمان وهم يواجهون ما يواجهونه من أزمات داخلية وتحديات هائلة خارجية إلى أن تكون بين أيديهم أدوات ثلاث لا غنى لهم عنها
ما هي الدروس المستفادة من العملية الانتخابية الإسرائيلية التي مضى عليها أسابيع؟ وكيف تنعكس على جبهة التفاوض التي يتعامل معها العرب لفترات طويلة أو قصيرة مقبلة؟ أمين هويدي يحاول الإجابة عن ذلك في هذا المقال. مرت أسابيع على الانتخابات الإسرائيلية وتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة اسحاق رابين، وقد لوحظ أن رابين نجح في تشكيل الحكومة بعد عشرة أيام فقط من تكليفه بواسطة الرئيس الإسرائيلي حاييم هرتزوج
في برنامج الدعاية الانتخابية الذي أطلقه الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان، وردت العبارات التالية: "هناك دب في الغابة، بعضهم يقول إن روية الدب في الغابة ليست مسألة صعبة، بعضهم يقول إنه لا يستطيع رؤيته على الإطلاق.بعضهم يقول إنه دب أليف، بعضهم الآخر يقول بل هو دب متوحش، ولكن، بما أن أحدًا لا يستطيع أن يقطع برأي في هذه المسألة، أليس من الحكمة إذن أن تكون في قوة الدب، إذا كان هناك دب فعلاً"