العدد (773) - اصدار (4-2023)

الأرض محمد عابس

الأرضُ عافتْ في النَّدى صحراءَها     واستنفرتْ في عجزِها أرجاءَها ملّتْ حروبًا ليس تَعرِفُ كُنهَها     أضحتْ تنقّلُ، ضيّعتْ أسماءَها

المناسبة ومقوماتها الشعرية في شعر حسن متولي عبيد د. محمد محمد عيسى

تعد المناسبة أصلًا وسببًا في الإبداع، وإن لم يجدها المبدعون لأوجدوها؛ فليس هناك عمل إبداعي دون مناسبة تخلقه أو تعمل على إنتاجه، يستوي في ذلك الكاتب والشاعر والرسام وغيرهم، كما تستوي في ذلك كل الفنون؛ فجميعها نتاج المواقف التي هي صلب المناسبات، ولكن ينبغي ألا يتجاوز زمن المناسبة - مهما طال - ذهن المبدع إلى العمل، كذلك لا ينبغي أن يتاح للمناسبة أو لقرائنها من العمل الإبداعي مكان يستدل عليها من خلاله، ولعل الشعر أكثر الفنون التي تلفت الانتباه إلى وجود المناسبة إن وجدت، وهي كلما تمكنت من النص الشعري نقص عمره، وتراجعت شعريته.

الصورة الكاريكاتيرية عند ابن الرّومي د. فاطمة مهدي البزّال

الشّعرُ تمثيلٌ وتصوير ذهنيّ، يُخرجُه الشّاعر ليعبّر عمّا يختلجُ في نفسهِ من مشاعر وأحاسيس، بصياغةٍ فنيّةٍ وأسلوبٍ فريدٍ، يُمثّل فرادته في اختيار موضوعاتِهِ، وسكبها في قوالبَ خاصّة بعد إخضاعها لعوامل مُتعدّدة لتوافق مقتضى الحال المعبّر عنهُ في ذات الشّاعر.

شخصية العرب في المعلقات عمر شلبي

تكاد المعلقات في العصر الجاهلي أن تكون تاريخ العرب الحقيقي في السياسة والمجتمع والتراث المتحدّر من تراكم آثار الزمن الصحراوي على جغرافية الوعي والوجدان فيه روحيًا وأخلاقيًا وسياسيًا واجتماعيًا، وقد تجلت الشخصية العربية في شعر المعلقات بانسجام يكاد يكون تلقائيًا وتلقينيًا عند الجميع في عموميات الفعل الاجتماعي الناتج عن طبيعة الأثر الجمعي والجغرافيا المكانية التي كانت الصحراء أوسع تجلياتها وأكثرها تحكُّمًا بالمعطى الشعري الناجم عنها.

«ما قبل الأنقاض»... مفاتيح لكشف أغوار الرّواية والتّاريخ في رواية «القطائع... ثلاثيّة ابن طولون» للكاتبة ريم بسيوني درية فرحات

رواية «القطائع... ثلاثيّة ابن طولون»، تأخذنا إلى عوالم متعدّدة، ففيها الحب والعشق، والعلائق التي تربط بين الأرواح، فإمّا حبٌّ لا يفنى وإمّا كره لا يفنى، وفي الرّواية عشق السّلطة والنّزاع للحصول على الحكم، وفيها القوّة والبطش والعزم، وفيها عالم من التّصوّف والعلاقة بين الأديان، فيها الوفاء والغدر، وفيها اكتساب المعرفة، هي رواية تعود بنا إلى التّاريخ، تنهل منه الكاتبة ريم بسيوني، تحاكي منه ما يحدث في واقعنا من دون أن تصرّح الكاتبة بذلك، فتترك الجهد على المتلقي أن يكون حاذقًا لفهم ما بين أحداث الرّواية.

اللغة العربية صور من الجمال والبهاء والجلال د. عبد المنعم مجاور

«لا يدل على براعة سبّاح ماهر سوى هيجان بحر هادر»، لذا فليس للكلام النظري في اليوم العالمي للغة العربية عن عبقرية تلك اللغة وكفاءتها بمغنٍ شيئًا إذا لم يؤيده واقع، ويثبته حال؛ وإن اللغة العربية دائمًا في الموعد في كل محفل وكل نادٍ تثبت أنها لغة حياة، وُجدتْ لتبقى، بل لتقود لا لتقاد، وليس هذا الرأي صادرًا عن عصبية بقدر ما هو ناجم عن تذوق لجمالها، وعن فخر واعتزاز بالانتساب إليها.