العدد (778) - اصدار (9-2023)
يحاول الكاتب المسرحي الكويتي بدر محارب في مسرحيته «دراما الشحاذين» إحياء المسرح الجاد أو بعثه من رقدته إذ أنه يستعير شكل المسرح الإليزابيثي في العصر الذهبي للمسرح الإنجليزي ليقدم دراما إنسانية تمثل الإنسان الفقير في كل مكان، فاستعان بشخصيات مهمشة صفعتهم الدنيا وتركتهم حطامًا يتيهون في شوارعها بحثًا عن مأوى يبيتون فيه، لكنهم لم يجدوا سوى مسرح مهجور. كان ذلك المسرح تعرض عليه فرقة مسرحية منذ عشرين عامًا لكنها عجزت سداد ديونها للحكومة.
ربما يشعر متذوق الفنون من عامة الناس أن معارض الفن التشكيلي تترفع وتتعالى عليه بعرضها لوحات فنية قد تكون غير مفهومة بالنسبة له، فالفنان التشكيلي يعتمد على رموز وأجسام وألوان وظلال لها دلالاتها التي قد لا يعلمها سوى المتخصصين. وقد ينزعج بعض الفنانين من غياب المتلقي المهتم والمتابع لأعماله حتى تكتمل دورة التجربة الفنية القائمة على معادلة (فنان، وسيط، مستقبل) فالفن رسالة بين الفنان المنتج للعمل والمتلقي أو مستقبل الرسالة. والعمل الفني أيا كان نوعه هو الوسيط الحامل لهذه الرسالة.